اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 488
445 - وقولهم: قد أَحَدَّ السكينَ على المِسَنِّ
(97) (191 / أ)
/ قال أبو بكر: قال الفراء [98] : إنما سُمي مِسناً لأن الحديد يُسَنُّ عليه، أي: يُحَكُّ عليه. قال: ويقال للذي يسيل عند الحكِّ: سَنِين. قال: ولا يكون ذلك السائل إلا مُنْتِناً. قال الله عز وجل: {ولقد خلقنا الإنسانَ من صَلْصالٍ من حَمَإٍ مَسْنونٍ} [99] ، فيقال المسنون: المحكوك. وقال ابن عباس [100] : هو الرطب. ويقال [101] : المسنون: المنتن. وقال أبو عبيدة [102] : المسنون: المصبوب. يقال: سننت الماء على وجهي: إذا صببته على وجهي. (599) ويقال: شننته [103] على وجهي: إذا صببته أيضاً عليه، بالسين والشين جميعاً. ويروى عن الحسن [104] أنه كان إذا توضأ، سنَّ [الماء] على وجهه سنّاً، أي: صبَّه صبّاً.
وحكى اللّحياني فرقاً بين سننت وشننت، فقال: سننت: صببت، وشننت: فرّقت، يقال: شننت عليهم الغارات: إذا فرقتها عليهم. قال مالك الأشتر [105] ، أنشده أبو العباس [106] :
(بَقَّيْتُ وَفْري وانحرفتُ عن العِدى (107)
ولِقيتُ أضيافي بوَجْهِ عبوسِ)
(إنْ لم أَشُنَّ على ابنِ هند غارةً ... لم تُخطِ يوماً من نِهاب نفوسِ) (108)
(خَيْلاً كأمثال السَّعالي ضُمَّراً ... تعدو بفتيانِ الكريهةِ شُوسِ)
(حَمِيَ الحديدُ عليهم فكأَنَّهُ ... لَهَبانُ نارٍ أو شُعاعُ شُموس)
(97) اللسان (سنن) . [98] معاني القرآن 2 / 88. [99] الحجر 26. [100] تفسير الطبري 14 / 30. [101] وهو قول ابن عباس أيضاً كما في تفسير الطبري 14 / 29. [102] مجاز القرآن 1 / 351. [103] من ق وفي الأصل: شننت. [104] جاء في النهاية 2 / 413، 507: وحديث ابن عمر: (كان يسن الماء على وجهه ولا يشنه) . [105] هو مالك بن الحارث النخعي من أصحاب الإمام علي. توفي 38 هـ. (الولاة والقضاة 23 - 26، تهذيب التهذيب، 1 / 11) . والأبيات في البخلاء 244 وشرح ديوان الحماسة (م) 149 و (ت) 1 / 143. [106] (أنشده أبو العباس) ساقطة من ك.
(107) ك: العلى.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 488