اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 477
429 - وقولهم: فلانٌ مَحْدُودٌ
(15)
قال أبو بكر: معناه: ممنوع من الرزق. وهو مأخوذ من الحَدَدِ، وهو المنع. قال القرشي [16] :
(لا تَعْبُدُنَّ إلهاً غير خالقكم ... فإن أبيتم فقولوا دُونَهُ حَدَدُ)
أي: منعٌ. ومن ذلك قولهم للسجّان: حدّاد، لأنه يمنع مَنْ في السجن من الخروج. ويقال للخمّار: حدّاد، لأنه يمنع منها، أعني الخمر، حتى يقبض ثمنها.
430 - وقولهم: هو الفاتِقُ والراتقُ
(17)
قال أبو بكر: معناه: هو مالك الأمر، فهو يفتح ويغلق ويضيِّق ويوسِّع. يقال: قد رتق فهو راتق: إذا ضم وجمع. قال ابن الزِّبَعْرَى [18] للنبي:
(يا رسولَ المليكِ إنَّ لساني ... راتقٌ ما فَتَقْتُ إذا أنا بُورُ) (588)
معناه: جامعٌ. وسمعت أبا العباس يقول: هو من قولهم: امرأة رتقاء: إذا كانت لا يصل الرجل إليها. وقال الله عز وجل: {إنَّ السموات والأرضَ كانتا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهما} [19] معناه: كانت السموات سماء واحدة، وكانت الأرضون أرضاً واحدة، ففتقت السماء فجعلت سبع سموات، وفتقت الأرض فجعلت سبع أرضين.
ويقال: كانت السماء لا تمطر /، وكانت الأرض لا تنبت، ففتقت السماء (187 / أ) بالمطر، وفتقت الأرض بالنبات.
ويقال: كانت السماء مع الأرض جميعاً، ففتقهما الله عز وجل بالهواء الذي جعله بينهما.
(15) الفاخر 80. [16] سلف البيت والقول في نسبته وتخريجه ص: 392.
(17) اللسان (فتق، رتق) . [18] شعره ص: 236، وقد سلف: 418 وبور: هالك. [19] الأنبياء 30.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 477