اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 404
الدور فيها. قال: ويقال للطريقة المستوية المصطفة من النخل: سكة. قال النبي: (خيرُ المالِ سِكّة مأبورةٌ ومُهْرَةٌ مأمورةٌ) [67] . السكة: الطريقة المستوية من النخل. والمأبورة: الملقّحة، يقال: أَبَرت النخل أَبِرها أَبْراً: إذا لقحتها.
من ذلك الحديث الذي يُروى: (مَنْ باعَ نخَلاً قد أُبِّرت فثمرها للبائع، إلا أنْ يشترطَ المبتاعُ) [68] .
ويقال: قد ائتبرت غيري: إذا سألته أنْ يأبِرَ لك نخلَك. قال طرفة [69] :
(ولِيَ الأصلُ الذي في مثله ... يُصْلحُ الآبِرُ زرعَ المُؤتَبِرْ)
المؤتبر: رب الزرع، والآبر: الملقح.
والمهرة المأمورة هي الكثير النتاج. وفيها لغتان: مهرة مأمورة، ومهرة مُؤْمَرة. يقال: أمرها الله، وآمرها: إذا أكثرها. قال الله عز وجل: {وإذا أردنا (156 / أ 510} أنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُترفيها) [70] ففي هذا ثلاثة أوجه: / أحدهن [71] أن يكون المعنى: أمرناهم بالطاعة فعَصَوْا. والقول الثاني: أن يكون معنى أمرناهم: أكثرناهم.
والقول الثالث: أن يكون معنى أمرناهم: جعلناهم أُمراء، من قول العرب: أميرٌ غيرُ مأمورٍ.
وقرأ أبو عثمان النهدي [72] : {أَمَّرْنا مترفيها} [وقرأ أبو عمرو [73] : {أَمَرْنا مترفيها} ، على معنى: أكثرنا مترفيها] . وقرأ الحسن [74] : {أَمِرْنا مترفيها} ، بكسر الميم. وكان الفراء [75] يُضَعِّف هذه القراءة، لأن " أَمِر " لا يتعدى إلى [67] الفائق 2 / 189، الجامع الصغير 2 / 11. [68] غريب الحديث 1 / 350. [69] ديوانه 63. [70] الإسراء 16. [71] وهو قول الحسن كما في غريب الحديث 1 / 351. [72] المحتسب 2 / 16. والنهدي هو عبد الرحمن بن مل البصري. توفي سنة 100 هـ. (تذكرة الحفاظ 1 / 61. تهذيب التهذيب 6 / 277) . [73] الإتحاف 282. وينظر في هذا القراءة: السبعة 379. الشواذ 75. زاد المسير 5 / 19. [74] المحتسب 2 / 16. [75] معاني القرآن 2 / 119.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 404