اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 391
اللغتين الأُخريين، لكثرة ما يستعملون الأقسام في الكلام، فاختاروا المفتوح للقسم، لأنه أخف على اللسان من المضموم. وكذلك قولهم: لَعَمْر الله. معناه: وبقاء الله الدائم.
وعَمْرُك موضعه رفع بجواب اليمين. قال الفراء [197] : الأَيمان ترتفع بجواباتها، فإذا أسقطت العرب اللام منه نصبوه فقالوا: عَمْركَ لا أقوم، وإنما نصبوه على مذهب المصدر. قال الشاعر:
(عَمْرَكِ الله ساعةً حَدِّثينا ... ودَعِينا من ذِكْرِ ما يؤذينا) (198)
320 - قولهم: للهِ دَرُّكَ
(199)
قال أبو بكر: قال أهل اللغة: الأصل في هذه الكلمة عند العرب أن الرجل إذا كثُر خيره وعطاؤه وإنالتهُ الناسَ، قيل للهِ دَرُّه، أي: عطاؤه وما يُؤخذ منه. فشبهوا / عطاءه بدرِّ الناقة والشاة، ثم كثر استعمالهم هذا، حتى صاروا - (150 / ب) يقولونه لكل مُتَعَجَّبٍ منه. قال الشاعر [200] :
(للهِ دَرُّكَ إنّي قد رميتهم ... لولا حُدِدْتُ ولا عُذْرَى لمحدودِ)
وقال الفراء [201] : ربما استعملوه وقالوه من غير أن يقولوا: لله، فيقولون: دَرَّ دَرُّ فلان، ولا دَرَّدَرُّه. وأنشد الفراء:
(لا دَرَّدَرِّي إنْ أطعمتُ نازلهم ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ منكوزُ) (202)
وقال الآخر (203) : (497)
(دَرَّ دَرُّ الشبابِ والشَّعَرِ الأسْودِ ... والضامراتِ تحتَ الرجال) [197] اللسان (عمر) .
(198) بلا عزو في شرح السبع: 201 وفي اللسان (عمر) .
(199) الفاخر 55، جمهرة الأمثال 2 / 210. [200] شرح السبع: 551، والمذكر والمؤنث: 610، بلا عزو، وللجموح الظفري في شرح أشعار الهذليين 871. ونسب إلى راشد بن عبد ربه السلمي في اللسان (عذر) والخزانة 1 / 222. [201] الفاخر 56.
(202) للمتنخل الهذلي، ديوان الهذليين 2 / 15. والقرف: القشر. والحتي: المقل، وهو الدوم (203) عبيد بن الأبرص. ديوانه 108. وفيه: والراتكات تحت الرحال. والراتكات: الإبل النجائب التي ترنك في سيرها أي تسرع.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 391