اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 386
قال الشاعر:
(دعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلَّبَتْ ... له بصريحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزْيِدِ) (163)
315 - وقولهم: قد أدَّى فلانٌ الجزْيَةَ
(164)
قال أبو بكر: الجزية معناها في كلامهم: الخراج المجعول عليه. وإنما سميت جزية لأنها قضاء منه لما عليه. أخذ من قولهم: قد جزى يجزي: إذا قضى. قال الله عز وجل: {واتقوا يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً} [165] معناه: لا تقضي ولا تُغني.
وقال الأصمعي: قيل لأبي هلال: ما كان الحسن يقول في كذا وكذا؟ قال: كان يقول: أي ذلك فعل جزى عنه. أي: قضى عنه.
ومن ذلك قول النبي لأبي بُردة بن نيار [166] ، في الجَذَعة التي أمره أن يُضَحِّي بها: (ولا تجزي عن أحدٍ بَعْدَكَ) [167] معناه: ولا تقضى.
ومن ذلك الحديث الذي يُروى عن عُبيد بن عُمير أنه [قال] : (كان رجل يداين الناس، وكان له كاتب ومتجازٍ، وكان يقول له: إذا رأيت الرجل مُعْسِراً (492) فأنظِر، فغفر الله له) [168] . فالمتجازي: المتقاضي.
وقال الأصمعي [169] : أهل المدينة [170] يقولون: قد أمرت فلاناً يتجازى ديني (148 / ب) على فلان، أي يتقاضاه. ويقال: أجزاني الشيء يجزيني فهو مُجْزِيء لي /: إذا
(163) البيت في حديث أم معبد كما في النهاية 3 / 20، 83. والضرة: أصل الضرع.
(164) اللسان (جزى) . [165] البقرة 123. [166] هو هانئ بن نيار بن عمرو، صحابي، توفي 45 هـ. (تهذيب التهذيب 12 / 19، الإصابة 6 / 523) . [167] غريب الحديث 1 / 56. [168] غريب الحديث 1 / 57. [169] غريب الحديث 1 / 57. [170] (أهل المدينة) ساقط من ك.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 386