اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 211
160 - وقولهم: أَخَذَ البلادَ عَنْوَةً
(56) (312)
قال أبو بكر: قال الفراء [57] : في العنوة وجهان:
أحدهما أن يكون المعنى: أخذ البلاد بالقَهْر والذلّ. والقول الآخر أن يكون المعنى: أخذ البلاد عن تسليم من أصحابها لها، وطاعة بلا قتال.
قال الفراء: الدليل على القول الثاني قول الشاعر [58] :
(فما أخذوها عَنْوةً من مودةٍ ... ولكن بضربِ المشرفيِّ استقالها)
قال: فالعنوة هاهنا: التسليم والطاعة.
ومن قال: العنوة: القهر والذل، قال: هو بمنزلة قول العرب: عنوت لفلان أعنو له عنوة [59] : إذا خضعت له. من ذلك قول الله عز وجل: {وعَنَتِ الوجوهُ للحيِّ القيومِ} [60] معناه: وخضعت وذلَّت. قال أمية بن أبي الصلت [61] :
(مَلِكٌ على عرشِ السماءِ مُهَيْمِنٌ ... تعنو لعِزَّتِهِ الوجوهُ وتسجُدُ)
معناه: تذل وتخضع. وقال أمية [62] أيضاً:
(وما ليَ لا أعنو ويعنو أولو النُهى ... لمن يملكُ التَخْلِيدَ والخَيْرَ والنعم)
/ وقال أمية [63] أيضاً: (83 / أ)
(الحمدُ للهِ الذي لم يتخِذْ ... ولداً وقَدَّر خَلْقَهُ تقديرا)
(وعنا له وجهي وخَلْقي كُلُّه ... في الخاشعينَ [64] لوجهِهِ مشكورا) (313)
معناه: وخضعَ له.
(56) الأضداد 79، أضداد أبي الطيب 491. [57] معاني القرآن 2 / 193. [58] ديوانه: 80. [59] من سائر النسخ وفي الأصل، [و: ف] : عنوا. [60] طه 111. [61] ديوانه 361. [62] أخل به ديوانه. [63] ديوانه 409. [64] من سائر النسخ وفي الأصل: الخالقين.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 211