الزاهر في معاني كلمات الناس - ابن الأنباري

اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 109

68 - وقولهم: رجلٌ فَقِيهٌ
(55)
قال أبو بكر: معناه: عالم، وكل عالم بشيء فهو فقيه فيه. من ذلك قولهم: ما يَفْقَهُ، ولا يَنْقَهُ، فمعناه: ما يعلم ولا يفهم، يقال: نَقِهْتُ الحديث أَنْقَهُهُ: إذا فهمته، ونقِهت من المرض أنقَه.
ومن الفقه قولهم: قال فقيه العرب، معناه: عالم العرب. ومن ذلك قوله
تعالى: {ليتفقَّهوا في الدين} [56] ، معناه: ليكونوا علماء به.
69 - وقولهم: رجل حكيم
(57)
قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال:
حكى لنا أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الحكيم: المتيقظ [المتنبّه (207) العالم] . واحتج بقول بِشر بن أبي خازم [58] :
(تناهَيتَ عن ذكرِ الصبابِة فاحكُم ... وما طربي ذكراً لرسمٍ بسَمْسَمِ)
معناه: فتنبه وتيقظ.
وقال آخرون: الحكيم معناه في كلام العرب: المتقن للعلم، الحافظ له. أخذ من قول العرب: قد أحكمت [الأمر] والعلم: إذا أتقنته. قالوا: فأصل الحكيم: المحكم، فصرف عن: مفعل، إلى: فعيل؛ كما قال عمرو بن معدي كرب [59] :

(55) اللسان (فقه) .
[56] التوبة 122.
(57) اللسان والتاج (حكم) .
[58] ديوانه 192. وتناهى: كف وامتنع، وسمسم: اسم موضع. وبشر شاعر جاهلي. (الشعر والشعراء 270، مختارات ابن الشجري 254 - 310، الخزانة 2 / 261) .
[59] ديوانه 136 (بغداد) ، 12 {دمشق) . وقد سلف ص: 176.

اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 109

صيغة PDF

شهادة

الفهرست