اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 260
اولادهم وحرمهم ولو اختاروا اموالهم عليهم لعيروا بذلك فعدوا استنقاذهم من الاسار مفخرا لهم ومأثره تحسب لهم ولذلك قالوا نختار احسابنا على اموالنا.
وقال ابن السكيت الحسب والكرم يكونان في الرجل وان لم يكن له آباء لهم شرف ورجل حسيب كريم بنفسه وقال والمجد والشرف لا يكونان الا بالاباء يقال رجل شريف ورجل ماجد له آباء متقدمون في الشرف ويقال افعل ذلك على حسب ذلك أي على قدر ذلك.
قال الشافعي: انتوت قبائل من العرب قبل أن يبعث الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم فدانت دين أهل الكتاب فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم الجزيه من اكيدر دومه وكان من كنده ومن أهل نجران وفيهم عرب. معنى انتوت أي انتقلت من باديتها إلى أهل القرى فدانت بدين أهل القرى من اليهوديه والنصرانيه فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم منهم الجزيه وتركهم على دينهم كما ترك أهل التوراه والانجيل من بني اسرائيل قال الأزهري دومه ودومه لغتان[1].
قال وان آوى أهل الجزيه عينا للمشركين في بلاد المسلمين أي طلعيه لهم وحاسوسا يتجسس الاخبار ليؤديها اليهم والهدنه والهدون السكون وإذا سكنت الفتنه بين[2] فريقين كانا يقتتلان على شرط تراضيا به ومدة جعلا لها غايه على الا يهيد واحد منهم صاحبه فذلك المهادنه واصله من الهدون وهو السكون.
قال الشافعي: وان ظهر من مهادنين ما يدل على خيانتهم نبذ اليهم عهدهم وابلغهم مأمنهم ثم هم حرب. قال الله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} 3
ومعنى الآية والله اعلم يقول اذا [1] بفتح الدال عند أهل الحديث وبضمها عند أهل اللغة. [2] فراغ مقدار كلمتين.
3 سورة الأنفال، الآية 58.
اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 260