اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 21
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيما إهاب دبغ فقد طهر" [1] كل جلد عند العرب إهاب وجمعه: أهب وأهب وقد جعلت العرب جلد الإنسان إهابا قال عنتره:
فشككت بالرمح الأصم إهابه ... ليس الكريم على القنا يمحرم2
أراد رجلا لقيه في الحرب فانتظم جلدته بسنان رمحه فأنفذه وهو الشك ويروى ثيابه أي بدنه وقيل قلبه.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الذي يشرب في آنية الفضه انما يجرجر في بطنه نار جهنم" 3
آنية الفضه جمع إناء مثل كساء وأكسيه ومعنى قوله: يجرجر في بطنه نار جهنم: أي يلقى في بطنه نار جهنم فنصب نار بالفعل بقوله يجرجر وهذا مثل قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً} 4 فنصب نارً5 بقوله: يأكلون يقال: جرجر فلان الماء في حلقه إذا جرعه جرعا متتابعا يسمع له صوت الجرجره حكاية ذلك الصوت يقال: جرجر الفحل من الابل في هديره إذا ردده في شقشقته حتى يحكى هديره: جرجرة الفحل ويقال للحلاقيم الجراجر من هذا.
1- صحيح: أخرجه الشافعي في " الأم" 1 / 7" والترمذي برقم 1728" بنفس لفظ الكتاب " أيما إهاب ... " الحديث, ومن حديث ابن عباس وللحديث طرق أخرى عنه متفق عليه.
2- البيت من معلقته وهي في " ديوانه " ص 124" وشرح المعلقات السبع للزوزني ص 176 – طبعة مكتبة صبيح/ والبيت فيه تحريف وتصحيف" وجمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي ص 218 طبعة دار الكتب العلمية" و " شواهد المغنى " 1 / 480" واللسان مادة [شكك] وصدره في " أساس البلاغه " مادة [شكك] . ورواية صدره في المصادر السابقة: "فشككت بالرمح الأصم ثيابه".
والأصم: الصلب يقول: طعنته أنقذت الرمح في جسمه وثيابه كلها لأن الرماح مولعة بالكرام لحرصهم على الأقدام.
3- متفق عليه: من حديث أم سلمة وانظرتخريجه في إرواء الغليل برقم 23" للشيخ الألباني.
4- سورة النساء, الآية 10.
5- كذا وقع بالأصل بدون ألف وهو رسم جائز انظر ما كتبه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على "الرسالة" للشافعي ص 59, فقرة رقم 198", وستأتي هذه الرسمة كثيرا.
اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 21