اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 188
ها هنا وإنما سألوا عنها النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كانت حراما على من كان قبلهم كانت تنزل نار فتحرقها فأحلها الله تعالى لهذه الأمة تفضلا منه وتطولا"1" ولذلك سماها أنفالا لأن أصل النافلة والنفل ما تطوع به المعطى مما لا يجب عليه ويقال تنفلت بالصلاة إذا تطوعت بها.
والضرب الثاني من الأنفال ما نفل النبي صلى الله عليه وسلم قاتل المشركين من سلبهم وقد نفل السرايا بعيرا بعيرا من الغنائم سوى سهمانهم ويقال أن تنفيله السرايا كان من خمسه وكل ذلك من فضل الله عز وجل فلذلك سميت انفالا، ورجل نوفل إذا كان كثير العطايا وأنشد أبو عبيده:
يأبى الظلامة منه النوفل الزفر"2"
الزفر: الذي يحمل الحمالة. وفي حديث أبي قتادة أنه بارز رجلا من المشركين فضربه على حبل عاتقه ضربة فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم سلبه قال فابتعت به مخرفا وأنه لأول مال تأثلثه. حبل العاتق عرق يظهر على عاتق الرجل ويتصل بحبل الوريد في باطن العنق وهما وريدان وقوله ابتعت به مخرفا يعني نخلا والمخرف في غير هذا الموضع الطريق ومنه قوله:"عائد المريض على مخارف الجنة".[3] وقوله: "إنه لأول مال تأثلته" أي اقتنيته واتخذته عقده تغل على ويبقى لي أصلها واثله كل شيء أصله.
وأفادني أبو الفضل عن ثعلب إن سئل عن قول الله عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} ."4"وعن قوله: {وَاللَّهُ
1 على هامش المخطوطة. تفاؤلا.
2 عجز بيت لأعشى باهلة، وصدره:
أخو رغائب يعطيها ويسألها
والبيت فرغنا منه في "الاشتقاق" للأصمعى.. [3] صحيح: أخر مسلم "2568"، وأحمد "5 / 284،283،279،277،276 "، من حديث ثوبان. والمخرفة: سكة بين صفين من نخل يجتنى من أيهما شاء.
4 سورة الأنفال، الاية 41
اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 188