اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 118
بعمل في موضع عامر فلذلك قيل معتمر وقد مر ذكر التلبيه وتفسيرها في ابواب الصلاة.
واما قوله: "لبيك إن الحمد والنعمة لك" فانه يجوز كسر الالف من إن الحمد وفتحها فمن كسر فهو استئناف كلام ومن فتحها أراد لبيك بأن الحمد لك والكسر اجودها والاهلال بالحج رفع الصوت بالتلبيه ومنه قيل للصبي إذا فارق امه أهل واستهل لرفعه صوته والاحرام الدخول في حرمة الحج والعمره اللذين يحرم فيهما الطيب والنكاح والصيد ولباس ما لا يحل لبسه.
قال الشافعي: في قول الله عز وجل: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [1].
قال: فالاستطاعة لها وجهان أحدهما أن يكون مستطيعا ببدنه واجدا من ماله ما يبلغه والوجه الاخر أن يكون مغصوبا في بدنه لا يقدر أن يثبت على مركب بحال والمغضوب الذي خيل اطرافه بزمانه اصابته حتى منعته عن الحركه واصله من عضبته اعضبه إذا قطعته والعضب شبيه بالخبل ويقال بنو فلان يطالبوننا بدماء حنبل والخبل قطع الايدي والارجل فيما ذكر ابن الاعرابي ومثله العضب ويقال للشلل يصيب الإنسان في يده ورجله عضب قاله ابن برى[2] وغيره.
وقال شمر: يقال عضبت يده بالسيف إذا قطعتها: ويقال: لا يعضبك الله ولا يخبلك وانه لمعضوب اللسان إذا كان عيبا فدما وفي مثل للعرب: "ان الحاجه ليعضبها طلبها"[3] قبل وقتها يقول يفسدها ويقطعها قال وتدعو العرب على الرجل فتقول ما له عضبه الله إذا دعوا عليه بقطع يده ورجله وقول الشافعي: "كان السلف يستحبون التلبيه عند اضطمام الرفاق" أي عند اجتماعهم وانضمام بعضهم إلى بعض وهو افتعال من الضم والرفاق جمع رفقه ورفقه وهي الجماعة
1- سورة آل عمران الآية 97.
2- وفي اللسان: قاله أبو الهيثم
3- المثل في اللسان [عضب] والمراد: يطقعها ويفسدها.
اسم الکتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي المؤلف : الأزهري، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 118