اسم الکتاب : التوقيف على مهمات التعاريف المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف الجزء : 1 صفحة : 150
فصل الياء:
الحياة: في الأصل: الروح وهي الموجبة لتحرك من قامت به، ذكره العكبري.
وقال الحرالي: الحياة تكامل في ذات ما أدناه حياة النبات بالنمو والاهتزاز مع انغراسه إلى حياة ما يدب بحركته وحسه إلى غاية حياة الإنسان في تصرفه وتصريفه إلى ما وراء ذلك من التكامل في علومه وأخلاقه. وقال في موضع آخر: الحياة كل خروج عن الجمادية من حيث إن معنى الحياة بالحقيقة تكامل الناقص. وقال ابن الكمال[1]: الحياة صفة توجب للمتصف بها العلم والقدرة. وقال الراغب: تستعمل للقوة النامية الموجودة بالنبات والحيوان، وللقوة الحساسة، ومنه سمي الحيوان حيوانا، وللقوة العالمة العاقلة، ومنه {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [2] وقوله:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي3
ولارتفاع الهم والغم ومنه قوله:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
وللحياة الأخروية والأبدية وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم، وللحياة التي يوصف بها الباري فإنه إذا قيل فيه حي فمعناه لا يصح عليه الموت وذلك ليس إلا له.
الحياة الدنيا: ما يشغل العبد عن الآخرة[4].
الحياء: انقباض النفس عن عادة انبساطها في ظاهر البدن لمواجهة ما تراه نقصا حيث يتعذر عليها الفرار بالبدن. وقيل التراقي عن المساويء خوف الذم، وقيل انقباض النفس من شيء حذرا من الملام وهو نوعان: نفساني وهو المخلوق في النفوس كلها كالحياء عن كشف العورة، والجماع بين الناس، وإيماني وهو أن يمتنع المسلم عن فعل المحرم خوفا من الله[5].
الحيرة: حالة الحيران، وهو الذي لا يهتدي إلى الصواب لإشكال الأمر عليه. والفعل منه حار يحار ك هاب يهاب.
الحيز: لغة، كل منضم بعضه إلى بعض. وعند المتكلمين: الفراغ المتوهم الذي يشغله شيء ممتد كالجسم أو لا كالجوهر الفرد.
وعند الحكماء: السطح الباطن من الحاوي المماس للسطح الظاهر من المحوي[6].
الحيض: معاهدة اندفاع الدم العفن الذي هو في الدم بمنزلة البول والعذرة في فضلتي الطعام والشراب من الفرج.
الحيف: الميل في الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين.
الحيلة: ما يتوصل به إلى حالة ما في خفية وأكثر استعماله فيما في تعاطيه خبث. وقد يستعمل فيما فيه حكمة. والحيلة من الحول، لكن قلب واوه ياء، ذكره الراغب[7]: وقال أبو البقاء: الحيلة من التحول لأن بها يتحول من حال إلى حال بنوع تدبير ولطف ويخيل بها الشيء عن ظاهره وفي المصباح[8]: الحيلة الحذق في تدبير الأمور وهي تقلب الفكر حتى يهتدى إلى المقصود.
الحين: وقت بلوغ الشيء وحصوله، وهو مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف إليه[9].
الحين: في لسان العرب[10]: يطلق على لحظة فما فوقها إلى ما لا يتناهى، وهو معنى قولهم الحين لغة الوقت يطلق على القليل والكثير. [1] التعريفات 100. [2] الأنعام 122.
3 كذا في الأصول، وجاء في المفردات ص139:
وقد ناديت لو أسمعت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي [4] التعريفات ص100. [5] وانظر التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، ج2/ 168. [6] التعريفات ص99. [7] المفردات ص138. [8] المصباح المنير للفيومي، مادة "حول" ص60. [9] المفردات ص138. [10] لابن منظور، مادة "حين"، 2/ 1073.
اسم الکتاب : التوقيف على مهمات التعاريف المؤلف : المناوي، عبد الرؤوف الجزء : 1 صفحة : 150