اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 713
وأتاني كذا على اغتماض أي عفوا من غير تكلّف له. قال أبو النجم:
والشعر يأتيني على اغتماض ... كرهاً وطوعاً وعلى اعتراض
أي أعترضه فآخذ منه حاجتي. ويقال لمن جاء برأي سديد: لقد أغمضت في النظر إغماضاً. وأغمض لي فميا بعته أي زدني فيه لرداءته أو حُطّ لي من ثمنه " إلا أن تغمضوا فيه ". وتقول: لا تمرّض في إحسان أخيك بعض التمريض، وغمّض عن إساءته كلّ التغميض.
غ م ط
غمط النعمة: احتقرها ولم يشكرها. وفلان يغمط الناس ويهمطهم، وهو غموط هموط أي ظلوم. وتقول: من أزلّ الله إليه نعمة فلم يغمطها، صبّ على شانئه محنةً ثم لم يمطها. وتقول: فلان إن وصل إليه خير غمط، وإن وصل إلى غيره غيط. وتقول: شرّ ما استقبلت به الأيادي الغمط، وخير ما شيعت به البسط.
غ م ق
أرض غمقة: كثيرة الأنداء وبئة. وعن عمر رضي الله عنه: إن الأردنّ أرض غمقه، وإنّ الجابية أرض نزهه. وأصابنا غمق البحر فمرضنا. وغمق الزرع: خمّت رائحته من كثرة الأنداء. وغمق يومنا، وليلة غمقة: لثقة. وبسر مغموق ومغمّق وهو الذي مسّ بالخلّ والملح ثم ترك في جرّة في الشمس حتى يلين. وتقول: لا يترك الرطب إلى المغمّق، إلا كلّ محمّق.
غ م ل
غمل الأديم: جعله في غمة ليفسخ عنه صوفه، وأديم مغمول ومنغمل وغمل، وقد غمل غملاً. وعمل الجرح: أفسده العصاب، وكذلك اللحم وكل شيء إذا غمّ فحمّ. وتقول: ما هو بعمل، إنما هو غمل. وكل شيء غممته: فقد غملته. والبسر المغمول: الذي غمّ ليلتين. وغمل الرجل: تركت عليه الثياب ليعرق.
ومن المجاز: يوم مغمول: ليومٍ من أيام العرب لم يكن مذكوراً. قال أبو وجرة:
وبجلهتي عمّان يومٌ لم يكن ... لكم إذا عدّ العلى مغمولا
غ م م
تقول: مثلك يكشف الغمّاء، ويكفي الداهية الصماء؛ وهي الشديدة من الشدائد التي تغمّ، وإنه لفي غمّة من أمره إذا لم يهتد للمخرج منه. وغمّ عليهم الهلال، وهي ليلة الغمّى. قال:
ليلة غمّى طامس هلالها
من غم الشيء إذا غطّاه. وجبهة غماء، ورجل أغم. وما أقبح الغمم. وهم يحبون النزع ويكرهون الغمم. قال:
فلا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا ... أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا
وتقول المرأة: إذا كان الفقر والنّزع، قلّ الجزع، وإذا اجتمع الفقر والغمم، تضاعفت الغمم. وتفتر عن مثل حبّ الغمام وهو البرد.
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 713