اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 126
أي انهمكا في الرضاع، من استفاه الرجل إذا كثر أكله، والتضبب السمن وجدعت غذاءه. وقال: جدعوا وليدهم، وأجدعوه. وجدع القحط النبات. قال ابن مقبل:
وغيث مريع لم يجدع نباته ... ولته أهاليل السماكين معشب
وأجحفت بهم جداع وهي السنة، لأنها تجدع النبات وتذل الناس. وجادع صاحبه: شاره وشاتمه بجدعاً لك. وتركت البلاد تجادع أفاعيها أي تتآكل أشرارها وتتعادى. ويقال: جدعه وشراه إذا لقاه شراً وسخرية، كمن يجدع أذن عبده ويبيعه.
ج د ف
جدف الملاح السفينة إذا دفعها بالمجداف. قال أعشى همدان:
لمن الظعائن سيرهن تزحف ... عوم السفين إذا تقاعس تجدف
وخفق الطائر بمدافيه أي بجناحيه، وجدف بهما: ردهما إلى خلفه في طيرانه كما يفعل الملاح بمجدافيه.
ج د ل
جدل الحبل: فتله، وزمام مجدوزل وهو الجديل. تقول: كأن في الجديل، إحدى بنات جديل. وطعنه فجدله: ألقاه على الجدالة وهي الأرض. قال:
قد أركب الآلة بعد الآلة ... وأترك العاجز بالجدالة
وتقول: إن وقفن فمجادل، وإن مررن فأجادل: إن وقفن فقصور وإن مررن فصقور. قال الأعشى:
في مجدل شد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر
وكان فلان جدالاً فصار تماراً، وهو بائع الجدال وهو البلح، سمي لاشتداده، أو بائع الحمام في الجديلة وهي الشريجة. وشاد قصره بصم الجندل، وبصم الجنادل، الواحدة جندلة، والنون مزيدة، والوزن فنعلة من الجدل.
ومن المجاز: امرأة مجدولة الخلق: قضيفة. ودرع مجدولة وجدلاء: محكمة وعمل على جديلته أي على شاكلته التي جدل عليها. وركب جديلته أي عزيمة رأيه. واستقام جدول القوم إذا انتظم أمرهم، كالدول إذا اطرد وتنابع جريه. ونظر أعرابي إلى قافلة الحاج متتابعة، فقال: أما الحاج فقد استقام جدولهم.
ج د ي
وقع الجدا وهو المطر العام. وأجداه أعطاه، وهو عظيم الجدا والجدوى. قال العجاج:
ما بال رياً لا نرى جدواها ... نلقى هوى رياً ولا نلقاها
وجدا علينا فلان: أفضل. وجدوته، واجتديته، واستجديته: سألته.
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 126