responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 249
محتويات عقلية، وخصوصا من التجريدات، وأما العلاقة بين الرمز والمقصود فهي اعتباطية منسوبة، فليس هناك أي تناقض بين هاتين المدرستين الفكريتين؛ لأن البناء الأساسي واحد فيهما، ولكن اللغوي يجد نفسه في موقف، يقصر فيه نفسه على واحدة من هذه العلاقات الثلاث، على حين يشغل أصحاب علم النفس والمنطق، والإبستيمولوجيا أنفسهم بالعلاقات الثلاث جميعا"[1].
وقد جر هذا التوزيع في العمل بين اللغويين، والفلاسفة إلى خلق المزايا السلبية للتحليلات الوظيفية للمعنى، فهي تتمشى مع طرق التناول المختلفة، وتتوحى موقفا لا تورط نفسها فيه، وهي لا تحتاج مثلا إلى تقرير الطبيعة المضبوطة للصلة بين الاسم والفكرة، وما إذا كانت هذه الصلة ترابطية، أو سببية، أو شيئا آخر، أي أنها لا تضطر إلى أن تختار بين الطبيعية والمثالية، وأما مسألة دور الصور في التفكير، فيمكن أن يتجنب الوظيفيون الكلام فيها، بالتوسع في شرح معنى "الفكرة"، وأما إخراج المقصود من الدائرة الداخلية، فلا يقصد به أكثر أو أقل من أن العلاقة بين الرمز، والشيء غير مباشرة.
ويرى بلومفيلد[2]، أن البدع التي يتغير بها المعنى المعجمي، لا الوظيفة الجراماطيقية للصيغة، تعتبر تغيرات دلالية سيمانتيكية، هذه التغيرات الدلالية يمكن النظر إليها باعتبارها صلة بين أمور عملية، تلقي ضوءا على حياة العصور الماضية، ويمكن في هذه الحالة أن نكشف عن التطابق بين التغيرات الدلالية الخاصة، وبين الآثار الثقافية، وكما أن الملامح اللغوية الشكلية، قد تكون نتيجة عوامل خاصة متعددة، قد يكون المعنى نتيجة مواقف، لا يمكن أن تستعاد، ولا يمكن أن نعرفها إلا عن طريق المعلومات التاريخية، كانشعاب اسمي الملك في ألمانيا، وروسيا من اسم القيصر الروماني، والدراسة السطحية للتغيرات الدلالية تشير غلى أن المعاني الدقيقة التجريدية، كثيرا ما تنتج عن معان محسوسة، كما في معنى understand، الذي كانت دلالته على ما يرى بلومفيلد "يقف بين"، ولكن كل ذلك، إن

[1] Ulman, The Priciples of Semantics, p. 72.
[2] Lang. p. 425.
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست