responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 238
ثم كتب ابن دريد بعد ذلك جمهرته، وهي مرتبة على الحروف الأبجدية، ولا على ترتيب المخارج، وقد قصد بها صاحبها أن يختار الشائع المقبول من كلام العرب، وأن يترك الوحشي، والنادر، والمستهجن، كما فعل الخليل في كتاب العين، ويرى ابن دريد أنه إنما اختار الترتيب على حروف الأبجدية؛ لأنها بالقلوب أعلق، وفي الأسماع، أنفذ، وكان علم العامة بها كعلم الخاصة، ولقد كان خصوم ابن دريد يقدحون في قيمة الجمهرة من الناحية العلمية، فيطعنون في رواياتها، ويرجعونها بجملتها إلى كتاب العين، مثال ذلك قوله نفطويه:
ابن دريد بقرة ... وفيه عي وشره
ويدعي من حمقه ... وضع كتاب الجمهرة
وهو كتا العين إلا ... أنه قد غيره
قال السيوطي[1]: "وقال بن جني في الخصائص، وأما كتاب الجمهرة ففيه أيضا من اضطراب التصنيف، وفساد التصريف مما أعذر واضعه فيه لبعده عن معرفة هذا الأمر".
يقول صاحب المزهر[2]: "وأول من التزم الصحيح مقتصرا عليه، الإمام أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، ولهذا سمي كتابه بالصحاح"، ويقول[3]: وأعظم كتاب ألف في اللغة بعد عصر الصحاح كتاب المحكم والمحيط الأعظم، لأبي الحسين علي بن سيده الأندلسي الضرير، ثم كتاب العباب، للرضي الصنعاني". ثم ألف بعد ذلك لسان العرب، لابن منظور المصري، والمصباح للفيومي، والقاموس المحيط للفيروزابادي، وقد شغل اللغويون بشرح هذه المعاجم، واختصارها والتعليق عليها، زمنا طويلا، حتى خرجت اللغة العربية من ذلك بحظ لا بأس به من دراسات المعاجم، فإذا أضفنا إلى هذا المجهود مجهودًا من نوع آخر، يمكن أن نطلق عليه اسم المعاجم الخاصة بالموضوعات، عرفنا مقدار الجهد، الذي بذله اللغويون

[1] المزهر ص57.
[2] المزهر ص60.
[3] المزهر ص62.
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست