اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان الجزء : 1 صفحة : 152
زعموها جميعا مجهورة في التبويب والتقسيم، مع العلم بأن الطاء والقاف من الحروف المهموسة من هذه الناحية.
والواقع أن اللهجات العامية لم تحترم جهر الحروف إلى هذه الدرجة، وإنما تعمل موقعية نقطة الاتصال عملها في هذه الناحية، دون نظر إلى الناحية التبويبية
للحرف، والغالب أن الحروف المجهورة إذا تلاه في الكلام حرف مهموس،
وكانا متلاصقين تلاصق جزءي الحرف المشدود، فإن أولهما المجهور يلحقه بعض الهمس أو كله، وذلك ما نسميه الإهماس، ويحدث العكس في بعض
الحالات في الحرف المهموس، إذا لاصقه حرف صحيح مجهور لاحق له.
لاحظ إهماس الباء في أبشع، وإجهار الفاء في أفظع، والشين في وزارة الأشغال، وحتى لتصبح بالباء P، والفاء مثل V، والشين مثل الجيم السورية تقريبًا j.
وهناك موقع آخر للإهماس هو موقع الحرف الأخير من المجموعة الكلامية، وذلك مثل الباء في كتاب، والضاد في خفض، والزين في عزيز، وعدم اختصاص هذه الظاهرة، والظواهر التي ستأتي بعد ذلك بمكان واحد، هو الذي برر تسميتنا لها بموقعية الشيوع، وأنا استميح القارئ عذرا في اختيار كلمتي الإجهار، والإهماس، ولقد أكثرت من الاعتراض عليهما لنفسي من كل ناحية، ولكنهما خيرا ما يختار للدلالة على ظاهرة تتصل بالجهر والهمس، ولا تتطابق معهما.
2- القوة والضعف:
وأما موقعية القوة والضعف في النطق، فقد سبق أن قسمنا مواقع الحرف في المجموعة الكلامية إلى ثمانية مواقع هي:
1- البداية كموقع الكاف من كتب.
2- ما كان بين علتين كموقع التاء من كتب.
3- المشدد في الوسط، كموقع اللام المشدد من علم.
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان الجزء : 1 صفحة : 152