اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود الجزء : 1 صفحة : 276
[4]- القرن العشرون 1:
1- بدأ علماء اللغة حوالي نهاية القرن التاسع عشر يتخلصون من طغيان نظرية التطور، فقد أخذ بعضهم ينكر أن تكون التغيرات اللغوية مماثلة للتغيرات التي تحدث في العالم الطبيعي، وقد ساعد على ذلك أمور منها المذهب الجديد الذي طلع به جول جييرون2 "1854-1926" على الناس في "علم اللغة الجغرافي".
أخذ العلماء ينظرون إلى اللغة على أنها بنية أو نظام "عناصره المختلفة يعتمد بعضها على بعض، ووجود هذا النظام مهم بالنسبة لفهم كل من التغير اللغوي، واللغة من حيث هي لغة، والدور الذي تقوم به اللغة في المجتمع"[3].
2- ثم أظهرت محاضرات فرديناند دي سوسير "1857-1913" التي نشرها تلاميذه سنة 1916 أهمية الفصل القاطع بين اللغة من حيث هي نظام مستقر وبين اللغة من حيث هي تغير لغوي.
وبين دي سوسير بوضوح أن كل دراسة من هاتين يجب أن يكون لها مناهجها الخاصة بها.
ومن التصورات الجديدة التي أدخلها دي سوسير تمييزه بين "اللغة" من حيث هي لغة، وبين الكلام، أي بين النظام اللغوي الذي تشترك فيه جماعة من الجماعات وبين الاستعمال الفعلي الذي يقوم به المتكلم باللغة لهذا "النظم"[4].
وهذا يتفق ونظرة مييه إلى اللغة على أنها "ظاهرة اجتماعية".
ثم إن دي سوسير يرى أن اللغة "نظام من العلامات"[5] التي تتكون من
1 اقتضى سياق العرض أن ندرج في علماء القرن التاسع عشر بعض من أدركوا القرن العشرين مثل سويت، وهرمان بول، وفنت.
2 Jules Gillieron et M Roques Etudes de Geographie Linguistiques Paris 1912. [3] Sommerfelt Recent Trends ln Linguestics Diogeners. [4] Sommerfelt op cit. [5] Syseme de singes.
اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود الجزء : 1 صفحة : 276