responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود    الجزء : 1  صفحة : 220
فتصدر تفسيرية للتفسيرية، ولكنها قد تخلق إشكالات جديدة أو لا تفلح في حل القديمة.
7- ودراسة الكتب المقدسة والآثار الفكرية الكبيرة خير شاهد على ذلك.
القرآن الكريم فُسِّر أكثر من تفسير على مناهج مختلفة، وكثير من آياته يسمح بأكثر من تفسير لهذه اللفظة أو تلك العبارة.
ونحن نعلم كيف اختلف شراح أرسطو في فهم بعض نصوصه. إلخ.
8- وهذا يذكرنا بالترجمة. إن الترجمة من لغة إلى لغة تكشف لنا مشكلة المعنى بصورة جلية، وكل من مارس الترجمة الأمينة يدرك هذا لأنه عاناه.
إن الكلمة في اللغة لها غير المعنى القاموسي العام، وغير المعنى الذي قد يفهم من السياق، إيحاءات وارتباطات نتجت عن الحياة المشتركة التي حييها أصحاب اللغة، فعندما ننقل من لغة إلى أخرى فكيف نوفق في اصطياد كلمات تعطي إيحاءات الحياة الأخرى وارتباطاتها؟
ويكفينا مثل واحد على هذا.
كنا ننظر في تفسير محمد مرمدوك بكثال[1] للقرآن الكريم ورأيناه ذهب مذهبا خاصا في نقل كلمة "الله" عز وجل إلى الإنجليزية: لفظ الجلالة يترجم عادة بـ God ولكن "بكثال" لاحظ أن كلمة God لا تثير في ذهن القارئ الإنجليزي ما تثيره كلمة "الله" في ذهن القارئ العربي: فكلمة God في الإنجليزية تؤنث بـ Goddess، وتجمع على Gods، بينما الله، وهو واحد لا شريك له، كلمة ليس لها مثنى ولا جمع، ولا مؤنث، إن التصور الذي تشير إليه كلمة "الله"، سبحانه وتعالى، تصور يقضي على الشرك، بينما كلمة God لا تقضي على هذا التصور، ولم يجد بكثال في الإنجليزية كلمة تقابل كلمة الله في العربية، فاحتفظ بكلمة "الله" في الإنجليزية كما هي، يترجم "بسم الله الرحمن الرحيم" بقوله: ln The name af Allah the Beneficient the Merciful.

[1] انظر تعليق رقم 2 من هامش ص31 من:
Mohammed Maraduke Pickthall The Meaning of The Glorious Koran An Ex Planatory Translation Published as a Mentor Book 1953 New Yourk U. S. A.
اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست