responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود    الجزء : 1  صفحة : 11
التحليل من ناحية أخرى هو تحليل وظيفي Functional يقوم أيضا على الدور الذي تقوم به الوحدات اللغوية داخل الجملة، سواء من حيث المبنى أو المعنى، وهو بهذا يحاول التوفيق بين آراء "مدرسة بلومفيلدا" الكلية واستبعادها للمعنى، وآراء المدرسة الإنجليزية الاجتماعية التي ينتمي إليها والتي تنطلق من المعنى. وصدد هذا يقول:
"ولا حاجة بنا إلى القول بأن هذا لا يتضمن استبعاد المعاني كمعالم أو مشيرات في المراحل الأولى من التحليل النحوي، كما أن ما قلناه من أن التحليل النحوي لا يلجأ إلى المعنى لا يتضمن أن عرض نظام نحوي ما ينبغي ألا يقرر أي معان أو فصائل دلالية ترتبط ارتباطا وثيقا أو ضعيفا بالفصائل الشكلية، ولو أنه من الواضح أن الأفضل أن مثل هذه المعاني ينبغي أن تقرر في عبارات موضوعية[1].
ثم ينتهي من هذه المناقشة لدور المعنى في التحليل النحوي ليقرر أن تحليل اللغات قد كشف عن درجة كبيرة من التطابق بين الوحدات الدلالية والوحدات النحوية، مما أغرى عددا كبيرا من علماء اللغة بالربط بين التحليل النحوي والمعنى[2].
ولا شك أن أستاذه "فيرث" كان واحدا من هؤلاء اللغويين الذين ربطوا بين التحليل اللغوي والمعنى، ولكن سطوة المدرسة الشكلية الأمريكية -آنذاك- كانت تحول دون ظهور عمق التحليل اللغوي وموضوعيته من حيث ارتباطه بالمعنى سواء عند "فيرث"، أو غيره من علماء اللغة، غير أن ذلك قد تحقق بعد ذلك في صورة نظرية علمية، هي النظرية التوليدية التحويلية TG grammar وخاصة في تعاملها مع البنية العميقة للتراكيب النحوية حيث يتجلى المعنى الحقيقي لأي جملة، وقد ذاعت وانتشرت هذه النظرية بعد وفاة الدكتور السعران بسنوات قليلة.
أما المستوى الدلالي في الكتاب فيغلب عليه الطابع التاريخي، وهو يقرر أن دراسة المعنى أو علم الدلالة Semanties باعتباره فرعا من فروع علم اللغة هو غاية الدراسات الصوتية الفنولوجية والنحوية والمعجمية -أو كما يقول- هو قمة هذه

[1] علم اللغة، مقدمة للقارئ العربي ط. أولى ص97، 98.
[2] السابق نفس الصفحة.
اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست