اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود الجزء : 1 صفحة : 108
ويلاحظ أنه إذا تيسر لمتعلم لغة أجنبية أن يجيد في وقت قصير نطق "الصوامت" فإنه يجد صعوبة كبيرة في إيجاد نطق "الصوائت"؛ ذلك لأن أي اختلاف يصير في وضع اللسان أو في كل شكل الشفتين ينتج صوتا صائتا.
على أن أكبر صعوبة يجدها الآخذ في تعلم نطق لغة غير لغته الأصلية هي محاولته في نطق خصائص الأصوات عندما تأتلف في كلمات، وفي كلام متصل، وذلك كالارتكاز والتنغيم.
إن التركيب المقطعي[1] في لغة غير التركيب المقطعي في لغة أخرى، ومواضع وقوع الارتكاز في هذه اللغة غير مواضع وقعه في تلك، "وتنغيم" كلمات هذه اللغة وجملها غير تنغيم كلمات تلك وجملها. علم الأصوات اللغوية يصف لنا التركيب المقطعي لكلتا اللغتين، ويبين لنا المواضع التي يقع عليها الارتكاز في كل منهما ودرجات الارتكاز في كل موضع، كما أنه يحدد لنا المواضع التي لا يقع عليها ارتكاز البتة، وهكذا يمهد لنا السبيل إلى التخلي تدريجيا عن فرض "عاداتنا الصوتية"[2] على نطق اللغة الجديدة.
إن إتقان كلمات لغة أجنبية وجملها أمر شاق. ومن هنا كان الإنجليز أو الفرنسيون عندما يسمعون كثيرا من الألمان يخاطبون بالإنجليزية أو الفرنسية يتوهمون أنهم يعنفونهم أو يهاجمونهم؛ وذلك لأن تتابع المقاطع في الألمانية يخالف ما يجري عليه تتابعها في الإنجليزية أو الفرنسية، كما أن النغمات الدالة على الاستفهام مثلا تختلف في الألمانية عن النغمات الدالة على الاستفهام في الإنجليزية أو الفرنسية، فربما ينطق الألماني الجملة البسيطة؟ How do you do? فيرى الإنجليز فيها شيئا من الإثارة موجها إليه[3]. [1] Syllabic Structure. [2] Phonetics Habits. [3] انظر فيما يلي تفصيل الكلام عن "الارتكاز" وعن سواه من خصائص الأصوات.
اسم الکتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي المؤلف : السعران، محمود الجزء : 1 صفحة : 108