responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى    الجزء : 1  صفحة : 295
على نحو يجعل للعربية درجة من الانتشار في كل المناطق الإفريقية التي تضم جماعات إسلامية، ولنحاول أن نوضح هذا بأمثلة من بعض المناطق الإفريقية هذا ولا يجوز اعتبار كل منطقة إسلامية منطقة عربية إذ مدى المعرفة بالعربية يرتبط بالعلاقات الأثنية للمسلمين، فالمسلمون في اتحاد جنوب إفريقيا مثلا يكونون مجموعة أثنية متميزة، فمعظمهم من الملايو وأندونيسيا، وقدر عددهم في إحصاء سنة 1951 بـ63 ألفا بجانب قلة من أصول عربية، يتحدث هؤلاء عن اللهجة الجرمانية التي حملها المستعمرون الجرمان معهم إلى جنوب إفريقيا، غير أن الاستخدام اللغوي للغة الأفريكانز عند المسلمين به عناصر من اللغة العربية لم يأخذوها عن العربية مباشرة بل عبر لغة الملايو. كان هؤلاء المسلمون يلتقون لاستخدامها لغة الملايو المكتوبة بالخط العربي[1].
ومنذ عدة حقب ظهرت لهم كتب دينية أحلت لغة الأفريكانز محل لغة الملايو في المجالات الدينية، فقديمًا طبعوا كتبهم الدينية كترجمات مالاوية لكتب عربية وهناك كتب كثيرة طبع فيها النصان متوازيين، واليوم أحلوا الأفريكانز محل الملايوية، وأخذوا يكتبون لغة الأفريكانز لا بالحروف اللاتينية كما يفعل المسيحيون بل بالحروف العربية.
فهؤلاء مسلمون يكتبون بالخط العربي، ولكنهم لا يكادون يعرفون من العربية إلا ما تسرب منها عبر الملايوية من مصطلحات دينية.
فالمصادر العربية تشير كثيرًا إلى "مالي" و "ملك مالي"، فابن خلدون يحدثنا عن "ملك مالي أعظم ملوك السودان"[2]، وكلمة السودان عند ابن خلدون لا تعني دولة السودان بحدودها الجغرافية التي نعرفها اليوم، بل تدل على

[1] انظر: H> Kahler, Studien zur arabisch-afrikansen Literature, der Islam 1961" s 101- 121.
[2] انظر: 7/ 554.
اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست