responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى    الجزء : 1  صفحة : 26
"بمعنى كثير". ولكن الألفاظ الهابطة من الفصحى في مرحلة تاريخية حديثة احتفظت بالجيم الفصيحة نجد هذا في كلمات مثل: جمعية، جامعة. يؤدي وجود ألفاظ من مستويين اثنين في البيئة اللغوية الواحدة إلى وجود أمثلة لانقسام الكلمة الواحدة إلى كلمتين بدلالتين مختلفتين، فكلمة "يامعة" في اللهجة الكويتية تعني التعويذة أو الحجاب، وكلمة "جامعة" تستخدم بمعناها الفصيح ولا شك أن استخدام الكلمة الأولى في تناقص والثانية في ازدياد بسبب التحول الثقافي في المنطقة، ولكن وجود إحداهما الآن بالياء والأخرى بالجيم يوضح انتماءهما إلى مستويين لغويين اثنين، وهكذا تطرد القوانين الصوتية، وكل اختلاف عنها يفسر بمعايير منها تحديد مستوى الاستخدام اللغوي، وهذا يعني أن البنية اللغوية لا يمكن أن تدرس أو تفسر تاريخيًّا إلا في ضوء استخدامها في المجتمع.

اللغة والكلام:
اللغة ظاهرة اجتماعية ولكن استخدامها الحقيقي لا يتم إلا بين الفرد والآخرين. وقد اهتم علم اللغة ببيان العلاقة بين اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية واستخدام الأفراد لهذه اللغة. ويفرق الباحثون في القرن العشرين بين اللغة من جانب والكلام من الجانب الآخر1 والفرق بينهما على النحو التالي: اللغة نظام من الرموز الصوتية المتفق عليه في البيئة اللغوية الواحدة، وهي حصيلة الاستخدام المتكرر لهذه الرموز الصوتية التي تؤدي المعاني المختلفة. أما الكلام فهو الكيفية الفردية للاستخدام اللغوي، ويختلف استخدام كلمتي اللغة والكلام في الكتب اللغوية عن الاستخدام الشائع للكلمتين، فكثيرًا ما نستخدم في كلامنا اليومي كلمة لغة للتعبير عن الكلام، نقول لغته جيدة أو لغته رديئة

1يرجع التمييز بين Language بمعنى القدرة اللغوية عند الإنسان و langue بمعنى اللغة و parole بمعنى الكلام إلى اللغوي السويسري دي سوسير انظر:
F. de Saussure, Courso de linguistiqe general p. 28-39
اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست