responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى    الجزء : 1  صفحة : 243
الأخرى دليلًا على الضعة الاجتماعية[1].
في ظل هذه الظروف كان من الطبيعي أن يحرص سادة المجتمع على تنشئة أبنائهم في بيئة عربية بدوية حتى يستقيم لهم الانتظام في الطبقة الحاكمة وحتى يتضح تميزهم عن الطبقات الدنيا. والكتب العربية حافلة بروايات تروى لنا أن سادة المجتمع وأمراء البيت الأموي كانوا ينظرون نظرة فزع إلى أي خطأ لغوي يقع فيه أبناؤهم، وكانوا يحرصون كل الحرص على أن يستخدم أبناؤهم اللغة العربية وينطقون بها على النحو الذي يعرفه البدو الذين لم تفسد لغتهم بالاختلاط بالأعاجم[2].
وأهم ما يلاحظ في تاريخ اللغة العربية ابتداء من الثلث الأخير من القرن الأول الهجري أنها أصبحت ذات مكانة مرموقة وطيدة في الدولة الإسلامية، وذلك لعدة أسباب أهمها أن:
1- العربية أصبحت اللغة الرسمية للدولة الإسلامية، فقد عربت الدواوين حوالي سنة 87هـ/ 705م.
2- العربية كانت لغة الطبقات الحاكمة في المجتمع واستخدام الفصحى دليل على الرقي وعلى المكانة الاجتماعية.
3- العربية المولدة أي التي بها أخطاء كانت لغات الطبقات الدنيا في المجتمع.
4- العربية الفصحى ظلت لغة الشعر الذي تعتز به الطبقات العليا من المجتمع.

[1] حكى البلاذري: لما قدم "الوالي" أمر كاتبه بقراءة عهده، وكان لحانًا، فقال سعيد "=الوالي" أيها الناس: إن الأمير بريء مما تسمعون من هذا اللحن"، فتوح البلدان 601.
[2] انظر المواضع المذكورة في كتاب "العربية" ليوهان فك 26-27.
اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست