اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى الجزء : 1 صفحة : 152
وقد أظهرت الكشوف الحديثة عددا كبيرا من النقوش السومرية واتضحت ملامح اللغة السومرية[1] وملامح الحضارة التي سجلها السومريون بلغتهم ولكن انتماء اللغة السومرية لا يزال مشكلة لم تحل، السومرية من أقدم اللغات التي دونت، وربما تكون أقدم لغة دونت في العالم، ولم تكن الكتابة في التاريخ القديم أمرا شائعا، بل ولا تزال آلاف اللغات في عالمنا المعاصر منطوقة لا يكتبها أهلها، ولذا لا يستطيع البحث المقارن التعرف على القرابة اللغوية للسومرية، وربما كانت السومرية منتمية إلى أسرة لغوية بادت كل لغاتها ولم يكتبها أهلها. لقد التقى الساميون المهاجرون إلى أرض العراق بالسومريين، كان السومريون أكثر حضارة، وكان الأكاديون فيما يبدو لا يقلون عن السومريين عددا. ولذا لم تستطع الأكادية أول الأمر أن تقضي على السومرية ولم تستطع السومرية أن تقضي على الأكادية فساد ازدواج لغوي مستمر أكثر من ستة قرون "2500-1900ق. م". وفي هذه الفترة اختلط الساميون البسطاء بالسومريين الأكثر حضارة واندمج السومريون شيئا فشيئا مع الساميين الأكاديين لم يحدث هذا عند دخول الساميين أرض العراق وإنما حدث بعد ذلك وزاد بمضي الوقت وأدى في النهاية إلى سيادة اللغة الأكادية في كل مناطق العراق وانتهاء استخدام اللغة السومرية. فهناك عدد كبير من النقوش السومرية والنقوش الأكادية وصلت إلينا من هذه الفترة التي ساد فيها الازدواج اللغوي، ويطلق على اللغة الأكادية في هذه الفترة اسم الأكادية القديمة تمييزا لها عن المراحل اللغوية التي جاءت بعد ذلك، وهي البابلية القديمة والوسيطة الجديدة والحديثة والمتأخرة، والآشورية القديمة والوسيطة والجديدة[2]. [1] حول السومريين وحضارتهم انظر:
H. schmokel, somer et la civilisation sumeriene, paris 1964, p. 192. biblio theque historique.
s.n. kramer, the sumerians, chicago 1970 [2] انظر:
von soden, grundriss, s.2-4.
اسم الکتاب : علم اللغة العربية المؤلف : محمود فهمى حجازى الجزء : 1 صفحة : 152