responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 97
وضع أصوات معينة لمسميات خاصة، وتوضيح الأسباب التي وجهته إلى هذا الأسلوب دون غيره.
وعلى ضوء هذه الحقائق سنناقش النظريات التي قيلت في نشأة اللغة، فنرفض كل نظرية تذهب في ذلك مذهبًا لا يتفق مع هذه الحقائق المقررة، أو تغفل المشكلة الرئيسية التي نحاول حلها.
هذا، وأهم ما قيل بهذا الصدد يرجع إلى أربع نظريات:
النظرية الأولى: تقرر أن الفضل في نشأة اللغة الإنسانية يرجع إلى الهام إلهيٍّ هبط على الإنسان فعلمه النطق وأسماء الأشياء، وقد ذهب إلى هذ الرأي في العصور القديمة الفيلسوف اليوناني هيراكليت[1] Heraclite، وفي العصور الوسطى بعض الباحثين في فقه اللغة العربية كابن فارس في كتابه الصاحبي[2]، وفي العصور الحديثة طائفة من العلماء على رأسها الأب لامي Lami في كتابه "فن الكلام" LArt de parler, والفيلسوف دوبونالد De Bonald في كتابه التشريع القديم[4] Legislation primitive.
ولا يكاد أصحاب هذه النظرية يقدمون بين يدي مذهبهم دليلًا عقليًّا يعتد به[5]. أما أدلتهم النقلية فبعضها يحتمل التأويل, وبعضها يكاد يكون دليلًا عليهم لا لهم. فالمؤيدون لهذا الرأي من باحثي

[1] فيلسوف إغريقي من المدرسة اليونانية, ولد بإيفيزيا عام 576, وتوفي عام 480ق. م, ونسبة هذا الرأي له ليست يقينية.
[2] انظر الصاحبي صفحات 507, وقد مال إلى هذا الرأي كذلك ابن جني في كتابه الخصائص, انظر الجزء الأول ص45، وإن كان قد رد في أول الفصل على ما يعتمد عليه القائلون به ذاهبًا إلى أنه لا ينهض دليلًا لهم.
3 هو دوم فرانسوا لامي Dom Franccis Lami, ولد بمنتيرو Montircau, من أعمال فرنسا سنة 1636, وتوفي بسان ديني Saint Denis سنة 1711, وقد قام بتدريس الفلسفة في كثير من المعاهد الدينية, وإليه يرجع الفضل في نشر آراء الفيلسوف ديكارت في هذه المعاهد.
[4] انظر ترجمة دوبانالد في التعليق الأول بصفحة 56.
[5] سنبين فساد الأدلة العقلية التي ذكرها بعض المتعصبين لهذه النظرية عند مناقشتنا للنظرية الثالثة التي لا تختلف كثيرًا في جوهرها عن هذه النظرية.
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست