responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 95
الطائر، وهي في هذه الحالة كذلك تصدر بشكل آلي عارٍ عن قصد التعبير, بل عن قصد المحاكاة نفسها. وذلك أن هذه الفصائل مزودة بروابط طبيعية, تربط جهاز سمعها بجهاز صوتها, بطريقة تجعل أعضاء الجهاز الثاني تتحرك أحيانًا وحدها, وتلفظ بشكل آلي الأصوات نفسها التي يحسها الجهاز الأول؛ فكلما وصل صوت إلى سمعها في ظروف خاصة انبعث صداه من أفواهها[1].
والحالة الثالثة: قد تسمع الببغاء أحيانًا كلمات أو أصواتًا في مناسبة ما, فتكررها كلما حدثت هذه المناسبة أو مناسبة أخرى تشبهها بطريقة يتبادر منها إلى الذهن أنها قد تقصد بها التعبير عن أمر معين؛ فقد تسمع مثلًا أصحابها ينادون طفلًا باسمه، فتكرر هذا الاسم كلما رأت الطفل أو رأت دميته أو متاعًا من أمتعته[2].
وهذه الأصوات كذلك ليست من اللغة في شيء وإن التبست بها في بادئ النظر, وذلك أن الطائر لا يقصد بها في الواقع التعبير عن أمر ما، وإنما تصدر منه بشكل غير إرادي على الصورة التي تصدر فيها ظواهر "التداعي الآلي". فمن كثرة تكرار الكلمة أمام الطائرة بحضرة الشخص أو الشيء الذي تدل عليه، يرتبط صوتها بصوت مدلولها، فينبعث الصوت من الطائر بشكل آلي كلما ظهر أمامه المدلول أو ما يتصل به[3].
هذا، ولا يمتاز الإنسان بهذا الصدد عن بقية فصائل الحيوان باللغة الصوتية فحسب، بل يمتاز عنها كذلك بطائفة من المراكز المخية التي شرف على مختلف مظاهر هذه اللغة "مركز إصدار الألفاظ،

[1] انظر تفصيل هذا الموضوع بمؤلفي: "عوامل التربية" صفحتي 181، 182.
[2] من أهم الملاحظات بهذا الصدد ما دونه الدكتور ولكس, عضو الجمعية الملكية بصحيفة العلوم العقلية, عدد يولية سنة 1879Dr Wilks Journal of Mental Science.
[3] انظر في هذا الموضوع كتابي الأستاذ رومان: "الذكاء الحيواني"، و"الارتقاء العقلي للإنسان". وانظر بحثًا بهذا الصدد للعلامة ولكس في المجلة الفلسفية لسنة 1880 Reve Philosphique. وانظر كذلك ما كتبه أستاذي العلامة دولا كروا في كتابه "اللغة والفكر" ص78.
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست