responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 87
2- اختصاص الإنسان باللغة ومراكزها:
تشترك معظم فصائل الحيوان مع الإنسان في القسم الأول من قسمي التعبير السابق ذكرهما, وهو التعبير الطبيعي عن الانفعالات، سواء في ذلك التعبير الطبيعي البصري والتعبير الطببيعي السمعي, فانفعالات الحيوان جسميها ونفسيها، كالجوع والعطش والسرور والفرح والخوف والاطمئنان والحزن والاشمئزاز والغضب ... وما إلى ذلك، يثير كل منها لدى المتلبس به طائفة خاصة من الحركات الفطرية غير المقصودة, وهذه الحركات: بعضها بصري، أي: يصل عن طريق حاسة النظر، كاتساع الحدقة وضيقها، وبسط الأذنين وخفضهما، والتكشير عن الناب، ووقوف الشعر، وانتفاخ الجسم والأوداج، والهرب، والاختفاء, وما إلى ذلك، وبعضها سمعي، أي: يتمثل في صوت يصل عن طريق الأذن، كرغاء الناقة وبغامها، وصهيل الفرس، وقبعة[1] عند نفوره من شيء، وحمحمته عند الجوع أو الاستئناس، وشحيج البغل، ونهيق الحمار، وخوار البقر، وثغاء الغنم، وزئير الأسد، وعواء الذئب وتضوره, وتلعلعه عند جوعه، ونباح الكلب

[1] صوت يردده الفرس من منخره إلى حلقه عند نفوره من شيء.
مظاهر التعبير من جهة، ولأننا قد نحتاج إليها من جهة أخرى في بيان نشأة هذا النوع، أو في ضرب الأمثال أو الموازنة، أو مناقشة النظريات وتوضيحها.
ويمتاز هذا النوع بأربع خصائص: فهو مُكْتَسَبٌ لا فطريّ، وهو إرادي, أي: يصدر عن قصد لا عن طريق آلي، وهو يتمثل في أصوات مركبة ذات مقاطع تتألف منها كلمات وجمل لا في أصوات مبهمة، وهو يعبر عن معان في الذهن لا عن انفعالات تتلبس بها النفس أو يتلبس بها الجسم.
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست