responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 319
حقًّا إن هذه المذاهب تصدق على بعض مظاهر التطور الدلالي الخاص بلغات الكتابة, فتطور لغات الكتابة يعتمد في كثير من نواحيه على عوامل أدبية مقصودة ترمي إلى تنقيح اللغة وتهذيبها والسير بها في سبيل الكمال، كما أشرنا إلى ذلك في الفقرة الرابعة من الفصل الرابع[1].

[1] انظر على الأخص صفحات 279-284.
3- عوامل التطور الدلالي:
عرضنا في الفصول السابقة لطائفة كبيرة من عوامل التطور في القواعد والأساليب, وأشرنا في شيء من التفصيل إلى مختلف آثارها في كثير من اللغات الإنسانية[1], ولكن لم يتح لنا فيما سبق أن نوفي البحث في عوامل النوع الثالث من أنواع التطور الدلالي، وهو التطور في معاني الكلمات، ولذلك سنقصر عليها دراستنا في هذ الفقرة.
لهذا النوع من التطور عوامل كثيرة, من أهمها الطوائف الآتية:
1- عوامل تتعلق باستخدام الكلمات، فمدلول الكلمة يتغير تبعًا للحالات التي يكثر فيها استخدامها.
فكثرة استخدام العام مثلًا في بعض ما يدل عليه يزيل مع تقادم العهد عموم معناه, ويقصر مدلوله على الحالات التي شاع فيها استعماله, ولدينا في اللغة العربية وحدها الآف من أمثلة هذا النوع؛ فمن ذلك جميع المفردات التي كانت عامة المدلول, ثم شاع استعمالها في الإسلام في معانٍ خاصةٍ تتعلق بالعقائد أو الشعائر أو النظم الدينية؛ كالصلاة والحج, والصوم, والمؤمن, والكافر, والمنافق, والركوع, والسجود ... وهلم جرا. فالصلاة مثلًا معناها في الأصل الدعاء[2], ثم شاع استعمالها

[1] انظر على الأخص صفحات 257-267، 279-284, 301-312.
[2] وقد جاء على الأصل قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم} .
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست