responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 315
تدريجية، فينتقل إلى معنًى آخر قريب منه، وهذا إلى ثالث متصل به ... وهكذا دواليك، حتى تصل الكلمة أحيانًا إلى معنًى بعيد كل البعد عن معناها الأول, فكلمة bureau مثلًا كانت تطلق في المبدأ على صنف خاص من الأقمشة "Etoffe de bure"، ثم أطلقت على غطاء مائدة المكتب لاتخاذه غالبًا من هذا الصنف، ثم أطلقت على مائدة المكتب نفسها، ثم أطلقت على مقر العمل والإدارة لملازمة المكتب لهما, فلا علاقة مطلقًا بين أول مدلول لهذه الكلمة وهو القماش الصوفي, وآخر مدلول لها وهو مقر العمل والإدارة، على حين أن العلاقة وثيقة بين كل معنًى من المعاني التي اجتازتها والمعنى السابق له[1].
2- أنه يحدث من تلقاء نفسه بطريق آلي لا دخل فيه للإرادة الإنسانية؛ فسقوط علامات الإعراب في اللهجات العربية الحاضرة، وتغير أوزان الأفعال[2]، وتأنيث بعض الكلمات المذكرة، وتذكير بعض الكلمات المؤنثة[3]، وجمع صفة المثنى[4]، وتأخر الإشارة عن المشار إليه[5]، وتزحزج كثير من المفردات عن مدلولاتها الأولى إلى معانٍ جديدة ... كل ذلك وما إليه قد حدث من تلقاء نفسه في صورة آلية لا دخل فيها للتواضع أو إرادة المتكلمين.
3- أنه جبري الظواهر؛ لأنه يخضع في سيرة لقوانين صارمة

[1] هذه الخاصة صحيحة في تطور معاني الكلمات وتطور الأساليب, أما تطور القواعد فكثيرًا ما يحدث بدون تدرج.
[2] فيقال مثلًا في عامية بعض المناطق المصرية: "كِبِر "بكسر الكاف والباء" يِكبَر "بكسر الباء وفتح الباء", بدلًا من "كبر يكبر" "من باب تعب" أو "كبر يكبر" "من باب شرف". ومثل هذا يقال في معظم الأفعال.
[3] فيقال مثلًا في عامية بعض المناطق المصرية: رأس كبير وبطن كبيرة، بدلًا من رأس كبير وبطن كبير.
[4] فيقال مثلًا في عامية المصريين: "كتابين كبار" بدلًا من "كتابان كبيران".
[5] فيقال مثلًا في عامية المصريين "الكتاب ده" و"الكتابين دول" بدلًا من "هذا الكتاب" و"هذان الكتابان".
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست