responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 295
الدم اللاتيني، بينما يغلب في الفرنسيين الدم السلتي والجرماني. ولهجات القسم الجنوبي من فرنسا كالجسكونية والبروفنسية Gascon Provencal etc أقرب إلى أصولها اللاتينية من لهجات القسم الشمالي، وذلك أن الدم اللاتيني في سكان الجنوب أغزر منه في سكان الشمال, ولهجات الجنوب نفسها تختلف في مبلغ قربها إلى اللغة اللاتينية تبعًا لاختلاف الناطقين بها في مبلغ قربهم إلى الأصل اللاتيني, ولذلك كانت البروفنسية Provencal أقرب إلى اللاتينية من الجسكونية Gascon؛ لأن البرفنسيين أدنى إلى اللاتينيين من الجسكونيين، ولهجات القبائل العربية النازحة إلى مصر من المغرب "البراعصة، الفوايد، الرماح، الجوزي، أولاد علي، سمالوس ... إلخ" أدنى في ناحيتها الصوتية إلى العربية الفصحى من لهجات المصريين أنفسهم[1], وذلك لأنهم أقرب رحمًا إلى العرب من المصريين.
وعلى ضوء هذا العامل يمكن كذلك قياس مسافة الخلف بين "اللهجات المحلية" "وهي اللهجات التي يتكلم بها في منطقة لغوية واحدة كلهجات البلاد المصرية"[2] والوقوف على بعض الأسباب التي تؤدي إلى بعدها بعضًا عن بعض[3], فالمشاهد أن مبلغ اختلاف هذه اللهجات بعضها عن بعض في أصواتها يتبع إلى حد كبير مبلغ اختلاف الناطقين بها بعضهم عن بعض في أصولهم الشعبية, فكلما كان هؤلاء متجانسين في أصولهم ضاقت مسافة الخلف بين لهجاتهم في ناحيتها الصوتية، وكلما تعددت الأصول الشعبية التي ينتمون إليها اتسعت هذه المسافة؛ فلهجات المصريين لا تختلف كثيرًا بعضها عن بعض في هذه الناحية، وذلك لتجانسهم في الأصول التي انحدروا منها, ولهجات المنطقة الشمالية بفرنسا -منطقة باريس وما إليها- تختلف كثيرًا عن لهجات المنطقة الجنوبية منها: "طولون، نيس ... إلخ

[1] انظر آخر ص292, والتعليق الأول فيها.
[2] انظر ص 179 وتوابعها.
[3] نقول: "بعض الأسباب"؛ لأن لهذه الظاهرة أسبابًا أخرى كثيرة غير هذا العامل "أسبابًا اجتماعية ونفسية وجغرافية ... إلخ".
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست