responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 240
في الحالة الأولى عنه في الحالة الثانية, فإذا كان الغلب قد كتب لإحداهما نراها تسيغ كل ما تأخذه من الأخرى مهما كبرت كميته، فيستحيل إلى عناصر من نوع عناصرها، بدون أن تدع له مجالًا للتأثير في بنيتها أو تغيير تكوينها الأصلي، على حين أن المغلوبة لا تقوى على مقاومة ما تقذفها به الغالبة من مفردات وقواعد وأساليب, ولا تكاد تسيغ ما تتجرعه منها، فيتخمها ويضعف بنيتها، فتخور قواها وتفنى أنسجتها الأصلية شيئًا فشيئًا حتى تزول؛ كما كان شأن الإنجليزية الغالبة مع النورماندية المغلوبة. وإذا كان البقاء قد كتب لكلتيهما تعمد كل منهما إلى ما تأخذه من الأخرى فتسيغه وتفيض عليه من حيويتها, وتقاوم آثاره الهدامة، فتبقى كل منهما متميزة الشخصية, موفورة القوى, سليمة البناء؛ كما كان شأن الفارسية مع العربية.

3- العامل الثاني من عوامل الصراع اللغوي:
تجاور شعبين مختلفي اللغة:
يتيح تجاور شعبين مختلفي اللغة فرصًا كثيرة لاحتكاك لغتيهما، فتشتبكان في صراع ينتهي إلى واحدة من النتيجتين نفسيهما اللتين ينتهي إليهما الصراع في العامل الأول؛ فأحيانًا تنتصر إحدى اللغتين على الأخرى وتحتل مناطقها، فتصبح لغة مشتركة بين الشعبين، وأحيانًا لا تقوى واحدة منهما على الأخرى فتعيشان معًا جنبًا لجنب.
أ- الحالات التي يحدث فيها تغلب إحدى اللغتين:
وتحدث النتيجة الأولى وهي تغلب إحدى اللغتين على الأخرى في حالتين:
الحالة الأولى: إذا كانت نسبة النمو في أحد الشعبين كبيرة

اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست