responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 193
على لهجات الطبقات الراقية, ولا تبدو إلّا في عدد قليل من الكلمات. أما معظم المفردات فترجع أصولها إلى كلمات منحدرة من لغة البلد, أو مقتبسة من بعض لغات أجنبية, غير أن الغالب أن ينالها -مع تقادم الزمن- كثير من التحريف والتغيير، فتبعد بعدًا كبيرًا عن الأصل الذي أخذت منه, وقد تصل في انحرافها هذا إلى درجة يخيل معها للباحث السطحي أنها ابتدعت بالتواضع والارتجال, ولعل هذا هو ما حدا بعض العلماء على الظن بأن اللهجات الاجتماعية ناشئة عن تأليف واختراع[1].

[1] يرجع الفضل في دراسة اللهجات الاجتماعية إلى طائفة من علماء اللغة وعلماء الاجتماع، ومن أشهر من عني بدراستها من علماء الاجتماع العلامة فان جينيب.
7- اختلاف لهجة الرجال عن لهجة النساء:
قد يحدث في بعض الشعوب التي يقل فيها اختلاط الرجال بالنساء أو يكون فيها كلا الجنسيين بمعزل عن الجنس الآخر، تحت تأثير نظم دينية أو تقاليد اجتماعية، أن تختلف لهجة الرجال عن لهجة النساء اختلافًا يسيرًا أو كبيرًا.
وتكثر مظاهر هذا الاختلاف اللغوي كلما استحكمت حلقات الانفصال بين الجنسين، حتى أنه لينشأ أحيانًا من جراء ذلك لكل منهما لهجة تختلف اختلافًا بينًا عن لهجة الآخر, أو تشتمل لهجة كل منهما على مفردات وجمل كثيرة لا تستخدم في اللهجة الأخرى, وقد لوحظ ذلك في بعض الشعوب البدائية على الأخص[1].
ويخف هذا الاختلاف اللغوي كلما خفت قيود الاختلاط بين

[1] V. Van Gennep: Essai dُ upe theri des Langues Speciales "Revu des Etudes Ethnographiques et Sociologiques juin- juillet l908
V Durkheim "La Prohibition de l lnceste" dans l Annee Sociologue T l p 49
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست