responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 184
بمخارج حروفها وأساليبها في نطق الكلمات، فينطق أهل اللهجة المغلوبة بألفاظهم الأصلية وما انتقل إليهم من ألفاظ دخيلة طبقًا لأسلوبهم الصوتي ومخارج حروفهم, حتى إنهم ليستبدلون في الكلمات الدخيلة بالحروف التي لا يوجد لها نظير لديهم حروفًا قريبة منها من حروف لهجتهم. وفي المرحلة التالية تتسرب إلى اللهجة المغلوبة أصوات اللهجة الغالبة ومخارج حروفها وأساليبها في نطق الكلمات، فينطق أهل اللهجة المغلوبة بألفاظهم الأصيلة وما انتقل إليهم من ألفاظ دخيلة من المخارج نفسها, وبالطريقة نفسها التي يسير عليها النطق في اللهجة الغالبة، فيزداد بذلك انحلال اللهجة المغلوبة, ويؤذن نجمها بالأفول, ولكنها تظل طوال هذه المرحلة مستبسلة في الدفاع عن قواعدها الصرفية والتنظيمية "المورفولوجيا والسنتكس", وفي مقاومة قواعد اللهجة الغالبة، إن كانت تختلف عنها في القواعد[1]، فيركب أهلها جملهم, ويصرفون كلماتهم, وفق أساليبهم الأولى. وفي المرحلة الأخيرة تضعف هذه المقاومة شيئًا فشيئًا، فتأخذ قواعد اللهجة الغالبة في الاستيلاء على الألسنة حتى يتم له الظفر، فيتم بذلك الإجهاز على اللهجة المغلوبة, غير أنها كثيرًا ما تترك في ألسنة أهلها بعض آثار من قواعدها القديمة؛ فكثير من سكان جنوب فرنسا لا يزالون يؤلفون عباراتهم في صورة تختلف عن قواعد الفرنسية الفصحى، ولكنها تتفق مع قواعد لهجتهم المندثرة.

[1] لا يكون الاختلاف في العادة كبيرًا في القواعد بين اللهجات المنشعبة عن لغة واحدة قبل أن يستقلَّ بعضها عن بعض, وتصبح لغات منفصلة, كما سبقت الإشارة إلى ذلك في آخر ص176, وأول 177.
4- نشأة لغة الدولة أو لغة الكتابة:
واللهجة التي يتاح لها التغلب في أمة ما على بقية أخواتها، أو على معظمها، تصبح عاجلًا أو آجلًا لغة الدولة, أو ما يطلق عليه اسم: "اللغة القومية", أو "اللغة الفصحى", أو "لغة الكتابة", فتعلم
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست