responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 174
والعصر الحاضر نفسه يشهد كثيرًا من آثار هذا القانون؛ فلانتشار اللغة الأسبانية في مناطق واسعة من الأرض، ولاختلاف الطوائف المتكلمة بها، أخذت تفقد وحدتها، فانشعبت عنها في أمريكا الجنوبية لهجات كثيرة تختلف كل منه عن الأسبانية الأصلية اختلافًا غير يسير في كلماتها وأصواتها، بل إن بعض هذه الهجات أخذ يختلف عن الأسبانية الأصلية في القواعد نفسها[1], ومثل هذا حدث بين البرتغالية في البرتغال والبرتغالية في البرازيل، فقد وصل الخلاف بينهما إلى القواعد نفسها, بل إلى شكل كذلك[2], وهذا هو ما يحدث الآن للإنجليزية والألمانية, فقد أخذت إنجليزية الولايات المتحدة بأمريكا تختلف عن إنجليزية الجزر البريطانية في كثير من المفردات وأساليب النطق[3], وأخذت ألمانية سويسرا تبتعد عن أصلها, ويزداد تأثرها بجارتها الفرنسية حتى توشك أن تكون لهجة متميزة عن ألمانية الألمان, وقد اتسعت مسافة الخلف بين اللهجات المنشعبة عن العربية حتى أصبح بعضها شبه غريب عن بعض؛ فلهجة العراق ولهجات شمال إفريقيا في العصر الحاضر مثلًا يجد المصري بعض الصعوبة في فهمها, غير أنه قد خفف

[1] وقد ألف بعض العلماء كتبًا مستقلة في قواعد بعض هذه اللهجات؛ ككتاب الأستاذ لنز Lenze في قواعد لهجة شيلي.
[2] جاء بجريدة الأهرام في عددها الصادر يوم 29/ 3/ 1044 بصدد اتفاق هجائي لغوي بين البرتغال والبرازيل ما يلي: "تلقت وزارة الخارجية من معالي محمود فخري باشا, وزير مصر المفوض في أسبانيا والبرتغال تقريرًا عن اتفاق هجائي لغوي عُقِدَ أخيرًا بين الحكومتين البرتغالية والبرازيلية, الغرض الأساسي منه تنظيم اللغة البرتغالية وتنقيحها، وذلك بتوحيد شكلها الهجائي ونطق كلماتها ... وكان الوصول إلى وضع هذا الاتفاق بفضل مساعي كبار الكتاب في البلدين, وهذا أول اتفاق من نوعه يعزز الفكرة التي ترمي إلى توحيد الشعوب التي تتكلم لغة واحدة, وختم الوزير المفوض تقريره بالإعراب عن أمنية, هي أن تعمل البلاد العربية على تنظيم لغتنا وتوحيد اصطلاحاتها, وتعميم نطقها الصحيح بين مختلف الشعوب الناطقة بالضاد".
[3] حتى إن الإنجليز ليسخرون من اللهجة الأمريكية، كما يسخر الأمريكان من لهجة الإنجليز، ولا يكتم كل منهم سخريته هذه حتى في أحرج الأوقات وأدعاها إلى نسيان الفروق, يدل على ذلك ما جاء في نشرة وزعتها القيادة الأمريكية على قواتها الموجودة في بريطانيا في أثناء الحرب الأخيرة؛ إذ تقول مخاطبة أفراد هذه القوات: "ولا تسخر باللهجة البريطانية؛ لأن لهجتك قد تكون مثار سخرهم, ولكنهم أكثر أدبًا من أن يظهروا لك ذلك", جريدة الأهرام, عدد 13-7-1942.
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست