وتنشط حركة العمران في بلادها، فتكثر فيها المدن والقرى، وتتعدد الأقاليم والمناطق، فيتسع تبعًا لذلك نطاق لغتها ومدى انتشارها، كما حدث لليابانية والفرنسية والإيطالية؛ فبفضل هذا العامل بلغ عدد الناطقين باليابانية ما يزيد على 70 مليونًا[1]، وبفضله كذلك مع مساعدة العاملين السابقين، بلغ عدد الناطقين بالفرنسية نحو 70 مليونًا[2]، وبالإيطالية نحو 45 مليونًا[3]، وبفضل هذا العامل مع مساعدة العامل الثاني من العوامل السابقة, بلغ عدد الناطقين بالتركية نحو سبعين مليونًا[4]. [1] يدل آخر تعداد رسمي قبل الحرب الأخيرة على أن عدد الشعب الياباني بلغ 308، 114، 73، أما عدد سكان الإمبراطورية اليابانية فكان يبلغ 101، 126، 105. [2] منهم بفرنسا نحو 45 مليونًا, والباقي ببلجيكا وسويسرا وكندا والمستعمرات الفرنسية. [3] معظمهم بإيطاليا نفسها, والباقي بسويسرا والمستعمرات الإيطالية. [4] نحو عشرين في أذربيجان, وثلاثة ملايين قبائل التركمان وأربك Orbak في أفغانستان، ومليونين في قزن، ومليون ونصف في إيدل-أورال، ومائتي ألف قبيلة قاشقاي بإيران, وثمانين ألفًا في القرم, فمنطقة اللغة التركية تمتد من جبال الطاي إلى الأناضول, وجميع أجزاء هذه المنطقة جمهوريات شيوعية ما عدا تركيا والقسم الجنوبي من أذربيجان وهو تابع لإيران, وقبيلة قاشقاي في إيران, وقبائل التركمان وأربك في أفغانستان.
2- تفرع اللغة إلى لهجات ولغات نتيجة لازمة لسعة انتشارها:
متى انتشرت اللغة في مناطق واسعة من الأرض تحت تأثير عامل أو أكثر من العوامل السابق ذكرها، وتكلم بها جماعات كثيرة العدد, وطوائف مختلفة من الناس، استحال عليها الاحتفاظ بوحدتها الأولى أمدًا طويلًا, فلا تلبث أن تنشعب إلى لهجات، وتسلك كل لهجة من هذه اللهجات في سبيل تطورها منهجًا يختلف عن منهج غيرها, ولا تنفك مسافة الخلف تتسع بينها وبين أخواتها حتى تصبح لغة متميزة مستقلة