ومن أهم الأدلة التي يعتمدون عليها في تأييد هذه النظرية, أن الطريق الذي ترسمه لنشأة الإنسانية يتفق مع الطريق الذي يسكله الطفل في تعبيره.
فقد ظهر مما تقدَّم أن أول ما يظهر من أنواع التعبير المقصود عند الطفل محاكاة التعبير عن الانفعال، ثم تظهر بعده محاكاة أصوات الحيوان والأشياء, للدلالة على مصادرها أو على أمور تتعلق بها, ثم تظهر بعدهما محاكاة الكلمات[1].
2- تقدَّم أن معظم علماء اللغة يذهبون إلى أن الكلام الإنساني كان يعتمد في المبدأ اعتمادًا كبيرًا على الإشارات اليدوية والجسمية التي كانت تصحبه فتكمل ناقصه وتوضح مدلوله وتمثل حقائقه، ثم أخذ يستغني شيئًا فشيئًا عن هذا المساعد, حتى كاد يستقل بالتعبير[3].
ومن أهم الأدلة التي يعتمدون عليها في تأييد هذه النظرية أن المراحل التي ترسمها تتفق مع المراحل التي تسير فيه لغة الطفل، فقد ظهر مما تقدم أن الطفل، في مبدأ مرحلته الكلامية، يعتمد اعتمادًا كبيرًا على لغة الإشارات؛ فيمزجها بلغته الصوتية لتحديد مدلولاتها, وتوضيح مبهمها, وتكلمة نقصها, وتمثيل حقائقها[3].
3- تقدَّم أن بعض العلماء يذهبون إلى أن اللغة الإنسانية اجتازت فيما يتعلق بتطور أصواتها، ثلاث مراحل: "مرحلة الصراخ" التي كانت فيها أصوات اللغة شبيهة بأصوات الحيوان والأشياء ومظاهر الطبيعية، ثم "مرحلة المد" وفيها ظهرت أصوات اللين في اللغة الإنسانية, ثم "مرحلة المقاطع" وفيها ظهرت الأصوات الساكنة[4].
ومن أهم الأدلة التي يعتمدون عليها في تأييد هذه النظرية أن [1] انظر صفحات 129، 132, وأول ص143.
2 انظر صفحة 104، 105. [3] انظر صفحتي 149، 150. [4] انظر صفحتي 111، 112.