responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 106
4- نشاة مراكز اللغة:
تقدَّمَ أن الإنسان لا يمتاز عن الفصائل الحيوانية الأخرى باللغة الصوتية فحسب، بل يمتاز عنها كذلك باشتمال مخه على مراكز تشرف على مختلف مظاهر هذه اللغة "مركز الكلام، مركز حفظ الأصوات، مركز الكلمات المرئية ... إلخ"[1].
وقد اختلف الباحثون اختلافًا كبيرًا في نشأة هذه المراكز في الفصيلة الإنسانية.

[1] انظر آخر ص95 وأول ص96, هذا ولا يتسع المقام للكلام عن هذه المراكز ووظائفها وطريقة آدائها لها، على أن هذا من بحوث علم النفس والفيزيولوجيا لا عن بحوث علم اللغة.
اجتازها النوع الإنساني في هذا المظهر[1].
ومن أدلتها كذلك ما تقرره بصدد خصائص اللغة الإنسانية في مراحلها الأولى يتفق مع ما نعرفه عن خصائص اللغات في الأمم البدائية؛ ففي هذه اللغات تكثر المفردات التي تشبه أصواتها أصوات ما تدل عليه, ولنقص هذه اللغات وسذاجتها وإبهامها, وعدم كفايتها للتعبير, لا يجد المتكلمون بها مناصًا من الاستعانة بالإشارات اليدوية والجسمية في أثناء حديثهم؛ لتكملة ما يفتقر إليه من عناصر وما يعوزه من دلالة[2], ومن المقرر أن هذه الأمم لبعدها عن تيارات الحضارة, وبقائها بمعزل عن أسباب النهضة الاجتماعية، تمثل إلى حد كبير النظم الإنسانية في عهودها الأولى.

[1] يطلق على هذه النظرية اسم نظرية "هيكل Haeckel، أو "نظرية التلخيص العام" وقد تكلمنا عليها بتفصيل في كتابنا: "عوامل التربية" صفحات 123-129.
هذا، وسندرس بتفصيل في الفصل الثاني نشأة اللغة عند الطفل وتطورها, ومبلغ تمثيلها لمراحل اللغة الإنسانية.
[2] انظر صفحة 83 والتعليق الثالث من تعليقاتها.
اسم الکتاب : علم اللغة المؤلف : وافي، علي عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست