responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 97
أحدهما: أن ذلك لم يأت عنهم في بيت غير هذا، فيحمل هذا عليه، فأما ما أنشدوه من قول الآخر.
اضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسوط قونس الفرس1
فمدفوع مصنوع عند عامة أصحابنا، ولا رواية تثبت به.
والآخر: ضعفه وسقوطه في القياس، وذلك أن التوكيد من مواضع الإطناب[2] والإسهاب، ولا يليق به الحذف والاختصار، فإذا كان السماع والقياس جميعا يدفعان هذا التأويل، وجب إلغاؤه وإطراحه، والعدول عنه إلى غيره، مما قد كثر استعماله، ووضح قياسه.
فهذه أيضا همزة قلبت عن ألف، أعني همزة أم، وهي بدل من ألف هي بدل من همزة، فهذا وإن لطف وطالت صنعته، أولى من أن تحمل الكلمة على حذف نون التوكيد، لما فيه من قلة النظير، وضعف القياس.
وأنشدنا أبو علي:
بالخير خيرات وإن شرا فأ ا ... ولا أريد الشر إلا أن تأ ا3
والقول في ذلك عندي أنه يريد فأ وتأ، ثم زاد على الألف أخرى توكيدا، كما تشبع الفتحة فتصير ألفا كما تقدم، فلما التقت ألفان، حرك الأولى، فانقلبت همزة.

1 البيت ورد بالحاشية "ص85" رقم "1"، وقد انتحله البعض ونسبوه لطرفة بن العبد، أورد ذلك أبو حاتم عن الأخفش.
[2] الإطناب: في علم المعاني: أن يزيد اللفظ على المعنى لفائدة وهو يقابل الإيجاز.
3 البيت لقيم بن أوس من بني أبي ربيعة بن مالك. انظر/ النوادر لأبي زيد "ص126".
وقد خرجه ابن عصفور في "الضرائر" على خلاف تخريج ابن جني، مما لا يدعو إلى تكلف قال: أراد فأصابك الشر فاكتفى بالفاء والهمزة، وحذف ما بعدهما وأطلق الهمزة بالألف وأراد بقوله "تأ" تأبى الخير فاكتفى بالتاء والهمزة وحذف ما بعدهما، وحرك الهمزة بالفتح، وأطلقها بالألف، وقد علق البغدادي على تخريج ابن عصفور، انظر/ شرح شواهد الشافية "ص269" وعلى هذا يكون معنى البيت: تثاب بخيرك خيرات كثيرة وإن فعلت شرا أصابك الشر ولا أريد لك الشر إلا أن تريده لنفسك.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست