responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 95
فارسي خيل إذا ما أمسكت ... ربة الخدر بأطراف الستر1
يريد الستر، وقال الأعشى2:
أذاقتهم الحرب أنفاسها ... وقد تكره الحرب بعد السلم3
فهذا كله يشهد بأن الحركة إذا جاورت الساكن صارت كأنها قد حلته، وإذا كان ذلك كذلك فغير منكر أيضا أن يعتقد في فتحة الهمزة من قوله "أيوم لم يقدر أم يوم قدر" كأنها في الراء الساكنة قبلها للجزم، لأنها قد جاورتها، فيصير التقدير كأنه "أيوم لم يقدر أم"، فتسكن الهمزة، وقبلها الراء مفتوحة، فتقلب الهمزة ألفا للتخفيف، فيصير التقدير: "يقدر ام"، فتأتي الألف ساكنة، وبعدها الميم ساكنة فيلتقي ساكنان، فتحرك الألف لالتقائهما فتنقلب همزة، على ما ذكرنا، وتفتحها لالتقائهما، وكان الفتح هنا حسنا إتباعا لفتحة الراء، كما تقول عض ومص يا فتى، فتفتح الحرف الآخر، لسكونه وسكون الأول، ويحسن الفتح فيها إتباعا لفتحة ما قبله، وكما فتحوا "الآن" إتباعا للألف التي قبله.

1 الخدر: كل ما واراك من بيت ونحوه، وستر تمده المرأة في ناحية البيت لتستتر به، والجمع خدور وأخدار. مادة "خدر". اللسان "2/ 1109".
الشرح: إذا ما اشتدت الحرب وأمسكت الحرائر بأطراف الخدور من الجزع برز هذان الرجلان كفارسي خيل لا مثيل لهما.
والشاهد في قوله: "الستر" فتحركت التاء لتحرك ما قبلها، والأصل "الستر".
إعراب الشاهد: الستر: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
2 الأعشي: هو أبو بصير ميمون الأعشى بن قيس بن جندل، يعد رابع فحول الشعراء الجاهلين كما ذكر ذلك صاحب الطبقات، وقد عمر حتى انبلج فجر الإسلام وأعد قصيدة يمدح بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فاعترض طريقه كفار قريش وأغروه بالمال فتراجع عن مدح الرسول وعاد إلى بلده وقبل دخوله سقط من فوق بعيره فدقت عنقه فمات.
انظر/ جواهر الأدب "2/ 79".
3 السلم: ضد الحرب. ويقصد بها الصلح ويفتح ويكسر ويذكر ويؤنث. اللسان "3/ 2079".
الشرح: يقول إن الحرب تكون أحيانا مكروهة بعد السلم.
والشاهد في قوله "السلم" فقد تحركت اللام الساكنة لمجاورتها للحركة.
إعراب الشاهد: السلم مضاف إليه مجرور بالإضافة.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست