اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 66
تخلص وهي متحركة زايا كما تخلص وهي ساكنة، فلا. وإنما تقلب الصاد زايا أو تشم رائحتها إذا وقعت قبل الدال، فإن وقعت قبل غيرها لم يجز ذلك فيها.
فهذه أحوال الحروف التي هي فروع مستحسنة.
فأما الثمانية اللاحقة بهذه فهي مستقبحة[1]، وفي شرح أحوالها طول، فتركناه لذلك، لا سيما وليست الحاجة إليها كهذه، إلا أن المشافهة تأتي عليها، وتوضح لك حالها. [1] هذه الحروف المستقبحة قسمان: مستقبحة دائما، ومستقبحة في موضع، حسنة في غيره.
- فأما الأولى فهي:
أ- حرف بين الجيم والكاف وينطق به بدل الكاف في لغة اليمن فيقولون: جافر بدلا من كافر، وبدل الجيم في لغة البحرين فيقولون: جملة بجيم مصرية، وبدل القاف في لغة أهل البوادي فيقولون: جعد بدلا من قعد، مع تفخيم الجيم.
ب- حرف بين الصاد والسين، وينطق به بدل الصاد، فيقولون في صاد، ساد بتفخيم السين.
ج- حرف بين الطاء والتاء، وينطق به بدل الطاء وكثيرا ما يوجد في كلام العجم إذا أرادوا نطق العربية فيقولون تاهر بدلا من طاهر بالتاء المفخمة.
د- حرف بين الضاد والظاء، وينطق به بدل الضاد، فيقولون في ضبع: ظبع بالظاء المصرية.
هـ- حرف بين الظاء والثاء، وينطق به بدل الظاء فيقال في ظاهر: ثاهر، بثاء مفخمة.
و حرف بين الفاء والباء، وينطق به بدل الباء فيقال: بلخ بحرف يشبه الحرف p أو v.
- وأما الحروف المستقبحة في موضع المستحسنة في آخر فهي:
أ- حرف بين الجيم والشين، وينطق به بدل الشين استحسانا إذا كانت ساكنة بعدها دال فيقولون: مجدود بدلا من مشدود.
وتستقبح إذا كانت ساكنة بعدها دال أو تاء مثل: أجدبوا، واجتمعوا.
ب- حرف بين الواو والياء، وينطق بها استحسانا بدل الواو الخالصة، أو الياء الخالصة، نحو: قبل وبيع، فتجعل الياء شبه حرف u وهو في لغة كثير من قيس وبني أسد.
وينطق به استهجانا بدل واو المد التي بعدها راء مكسورة كابن سرور فتمال الضمة إلى الكسرة، فيفطن إلى إمالة الواو نحو الياء.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 66