اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 51
ومثله قوله عز اسمه: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15] [1] تأويله والله أعلم، عند أهل النظر: أكاد أظهرها، وتلخيص حال هذه اللفظة: أي أكاد أزيل عنها خفاءها، وخفاء كل شيء: غطاؤه، من ذلك خفاء القربة[2]، للكساء الذي يكون عليها. وجمعه: أخفية.
أنشدنا أبو علي:
لقد علم الأيقاظ أخفية الكرى ... تزججها من حالك واكتحالها3
فقوله: " أخفية الكرى": جمع خفاء، والكرى: النوم، وجعل الأعين في اشتمالها على النوم بمنزلة الخفاء في اشتماله على ما ستر به، ونصب أخفيه الكرى: [1] {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} الساعة: القيامة.
أكاد أخفيها: أقارب أن أسترها عن الناس، يظهر لهم قربها بعلاماتها.
"تفسير وبيان مع أسباب النزول للسيوطي ص313" والأسلوب إنشائي في صورة توكيد.
والشاهد في قوله تعالى {أُخْفِيهَا} حيث استخدمها بمعنى أظهرها وأزيل ما يسترها بإظهار علامتها إعراب الشاهد:
أخفيها: أخفي: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره لأن آخره حرفا من حروف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا يعود تقديره إلى لفظ الجلالة -الله-، والهاء ضمير متصل مبني على السكون المطلق في محل نصب مفعول به. [2] ذلك خفاء القربة: -يضرب مثالا بخفاء القربة- أي الكساء الذي يسترها ويغطيها، باعتبار أنه يخفي معالمها بحيث لا تظهر.
وخفى "خفاه" من باب رمى، كتمه وأظهره أيضا فهو من الأضداد، ويقال برح الخفاء أي وضح الأمر. مادة "خ. ف. ا". اللسان "2/ 1216".
3 أخفية: جمع خفاء، والخفاء: رداء تلبسه العروس على ثوبها، فتخفيه به، وكل ما ستر شيئا فهو له خفاء. مادة "خ. ف. ا". اللسان "2/ 1217".
وأخفية الكرى: الأعين، كما أن أخفية النور أكمته.
تزججها: الزج: بالضم الحديدة التي في أسفل الرمح، والجمع زججه وزجاج، أما الزج بالفتح: دقة الحاجبين وطولهما. مادة "ز. ج. ج". اللسان "3/ 1811-1812".
والشاهد فيه: أخفية الكرى: جمع خفاء.
إعراب الشاهد: أخفية: تمييز منصوب.
الكرى: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسر المقدر على آخره، لأنه اسم مقصور
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 51