اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 30
ومنه قولهم لهذه البقلة[1] الحادة الحرف[2] سمي بذلك لحدته، والعرب أيضا تسميه الثفاء[3] ومنه قولهم: "ناقة حرف" أي ضامر، وتأويله أنها قد تحددت أعطافها[4] بالضمر[5] والهزال[6]، وليس هناك سمن يكون معه رهل[7] واسترخاء.
وقال بعضهم: الحرف: التي انتقلت من هزال إلى سمن، وتأويل هذا القول أنها انحرفت من حال إلى حال.
وقال بعضهم: الحرف: التي كأنها حرف جبل في شدتها وصلابتها، وهذا واضح جلي.
وقال بعضهم: الحرف: التي كأنها حرف السيف في مضائها[8] وحدتها وهذا أيضا مفهوم غير خفي[9].
وقال بعضهم: شبهت لضمرها بحرف من المعجم، قالوا: وهو الواو، لدقتها وتقويسها.
وقال أحمد بن يحيى: لأنها انحرفت عن السمن، وهذه كلها معان متقاربة ومن هذا قولهم لمكسب الرجل وطعمته الحرفة، كأنها الجهة التي انحرف إليها عما سواها من الماكسب، والمحراف: الميل، سمي بذلك لحدته، أو لأنه يعرف به حد الجراحة وقدرها، أي يسبر به[10]. [1] البقلة نبات عشبي يتغذى الإنسان به أو بجزء منه مثل الفجل والجرجير والجزر وغيرها "ج" بقول. لسان العرب "1/ 328". مادة "ب. ق. ل". [2] الحرف: هو حب الرشاد، أو كل ما فيه حرارة ولذع. لسان "2/ 840" مادة"ح. ر. ف". [3] الثفاء: كرمان: الخردل أو الحرف، واحدته بهاء. [4] أعطافها: جوانبها ومفردها عطف، وتجمع على أعطاف وعطاف وعطوف. لسان "4/ 2996". [5] بالضمر: الضمر قلة اللحم وانكماشه وانضمام بعضه إلى بعض. لسان العرب "4/ 2606". [6] والهزال: الغثاثة والنحافة. لسان العرب "6/ 4663". مادة "هـ. ز. ل". [7] رهل: اضطراب واسترخاء. لسان العرب "3/ 1756". مادة "ر. هـ. ل". [8] مضائها: قوتها. [9] مفهوم غير خفي: مفهوم وخفي بينهما طباق يبرز المعني بالتضاد ويزيده وضوحا وتأكيداً. [10] يسبر: أي ينظر ما بغورها وأبعادها، وسبر الجرح: أي نظر ما غوره.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 30