responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 291
واعلم أن الكاف المفردة تستعمل في الكلام على ضربين: جارة وغير جارة، والجارة أيضا على ضربين: أحدهما حرف، والآخر اسم.
فأما الحرف فما لم يقع مواقع الأسماء وذلك نحو قولك: مررت بالذي كزيد، والكاف هنا حرف لا محالة، لأنك لو قلت مررت بالذي مثل زيد، أو مررت بالذي مثل جعفر، لكان خلفا[1] وقبيحا من الكلام، حتى تظهر الضمير المبتدأ المحذوف، فتقول: مررت بالذي هو مثل زيد، ومررت بالذي هو مثل جعفر، فإجماعهم على استحسان مررت بالذي كزيد، دلالة على أن الكاف حرف جر، وأنه بمنزلة قولك: مررت بالذي في الدار، وضربت الذي من الكرام، وجاءني الغلام الذي لمحمد. وهذا استدلال سيبويه، وهو الصواب الذي لا معدل عنه.
وأما الكاف التي في تأويل الاسم، فالتي تقع مواقع الأسماء.
وذلك نحو قول الشاعر:
وصاليات ككما يؤثفين2
فالأولى حرف، والثانية اسم، لدخول حرف الجر عليها. فأما قول الآخر:
فلا والله لا يلفى لما بي ... ولا للما بهم أبدا دواء3
فليست اللام الثانية باسم، وإن كانت قد دخلت عليها اللام الأولى، لأنه لم يثبت في موضع غير هذا أن اللام اسم، كما ثبت أن الكاف اسم، وإذا كان ذلك كذلك، فإحدى اللامين زائدة مؤكدة، وينبغي أن تكون الزائدة هي الثانية دون الأولى، لأن حكم الزائد ألا يبتدأ به.

[1] خلفا: الخلف بإسكان اللام الرديء من القول. مادة "خ ل ف". اللسان "2/ 1236".
2 يؤثفين: أي جعل لها أثافي. والأثافي "م" أثفية، والأثفية هي أحد أحجار ثلاثة يوضع عليها القدر. سبق تخريجها.
3 ذكر البيت صاحب خزانة الأدب ونسبه لمسلم بن معبد "1/ 364-366".
الشاهد فيه معاملة اللام الثانية معاملة الحرف مثل اللام الأولى.
يلفى: لفى -ألفاه أي وجده وصادفه. مادة "ل ف ا" اللسان "5/ 4056".
دواء: ما يتداوى به ويعالج "ج" أدوية. مادة "د وا" اللسان "2/ 1465".
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست