responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 272
فإن قال قائل: إذا كانت الفاء في قولنا: "خرجت فإذا زيد" زائدة، فأجز: خرجت إذا زيد، لأن الزائد حكمه أن يمكن طرحه[1] ولا يختل الكلام بذلك، ألا ترى إلى قوله عز اسمه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159] [2] لما كانت ما زائدة، جاز أن تقول في الكلام لا في القرآن، فبرحمة من الله لنت لهم. وكذلك {عَمَّا قَلِيلٍ} [المؤمنون: 40] [3] يجوز في الكلام أن تقول: عن قليل.
فالجواب: أن الفاء وإن كانت ها هنا زائدة، فإنها زيادة لازمة لا يجوز حذفها. وذلك أن من الزوائد ما يلزم البتة، وذلك قولهم "افعله آثرا ما" أي أول شيء[4]، فما زيادة لا يجوز حذفها، لأن معناه: افعله آثرا مختارا له، معنيا به، من قولهم: آثرت أن أفعل كذا وكذا.
ومن ذلك قوله عز اسمه: {قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} [البقرة: 71] ، فالألف واللام في الآن زائدتان عندنا، لأن هذا الاسم معرفة بغيرهما، وإنما هو معرفة بلام أخرى مقدرة، غير هذه الظاهرة، وقد دللنا على ذلك في غير هذا الموضع[5]، وكذلك قولك مهما تفعل أفعل، ما زيادة لازمة.
وكذلك الألف واللام في الذي والتي، وتثنيتهما وجمعهما، والألى في معنى الذين زائدة أيضا، وإنما هن متعرفات بصلاتهن، والألف واللام فيهن زائدتان، لا يمكن

[1] طرحه: المقصود منها الاستغناء عنه.
[2] لنت: رفقت.
يقول الله تعالى: لولا رحمة الله التي ألقاها في صدرك فلنت لهم بها لما لنت لهم.
الشاهد في قوله "فبما رحمة" وهو شاهد على زيادة "ما".
إعراب الشاهد: الباء: حرف جر. ما: زائدة.
رحمة: اسم مجرور بالباء وعلامة الجر الكسرة.
[3] الشاهد في قوله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ} وهو شاهد على زيادة "ما".
إعراب الشاهد: عن: حرف جر، ما: زائدة.
قليل: اسم مجرور بعن وعلامة الجر الكسرة.
[4] معنى العبارة: يقال: قد أثر أن يفعل ذلك الأمر، أي فرغ له وعزم عليه.
[5] سيأتي الكلام على آل في الآن، في باب اللام عند الكلام على لام التعريف.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست