اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 266
فهذا كقولك: بينما المرء في الأحياء مغتبط عفته الأعاصير، فوقوع الفعل في موضع إذا يؤكد عندك جواز وقوعها جوابا للشرط، لأن أصل الجواب أن يكون بالفعل، ليعادل به الفعل الذي قبله، إذا كان مسببا عنه، والعلل بيننا والأسباب لا تتعلق بالجواهر[1]، إنما تتعلق بالأعراض[2] والأفعال، فكما كانت عبرة3 "إذا" في هذا البيت الذي أنشدنا وفي غيره مما يطول الكتاب بذكره عبرة الفعل، فكذلك قوله {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} ، يكون أيضا عبرته "قنطوا" فافهم ذلك.
= والأول من شواهد الكتاب لسيبويه "2/ 158" غير منسوب لقائله، ورواه اللسان في "قدر" وروى البيت الثاني في "عسر".
استقدر الله خيرا: سله أن يقدر لك الخير.
والمياسير: جمع ميسور، وهو ضد العسر.
ومغتبط: حسن الحال. مادة "غ ب ط" اللسان "5/ 3208".
والرمس: القبر.
وتعفوه: تمحوه. مادة "ع ف ا" اللسان "4/ 3018".
والأعاصير: جمع إعصار، وهي الريح التي تهب كالعمود إلى السماء.
مادة "ع ص ر" اللسان "4/ 2970".
محل الشاهد: أن ما بعد إذا الفجائية يكون مسببا عما قبلها، فهو في المعنى مشبه لجواب الشرط ولذلك جاز أن تقع في جواب الشرط.
إعراب الشاهد:
إذا: فجائية.
هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.
الرمس: خبر مرفوع.
تعفوه: تعفو فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
الأعاصير: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وجملة تعفوه الأعاصير في محل نصب حال. [1] الجواهر: جمع جوهرة، وهو حقيقة الشيء وذاته.
مادة "ج هـ ر" اللسان "1/ 712". [2] الأعراض: جمع "العرض" وهو ما يطرأ ويزول أو ما قام بغيره وهو ضد الجوهر.
مادة "ع ر ض" اللسان "4/ 2886".
3 يريد بالعبرة هنا: التأويل أو التقدير، يعني أنها مع ما بعدها في تقدير فعل.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 266