اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 195
باب الخاء:
الخاء حرف مهموس، يكون أصلا لا غير، فيكون فاء وعينا ولاما، فالفاء نحو: خرج، وخرج، والعين نحو: صخر وصخب[1]، واللام نحو: مرخ ومرخ[2].
فأما ما قرأته على أبي علي عن أبي بكر، عن بعض أصحاب يعقوب، عن يعقوب من أن أبا مزيد قال: خمص الجرح يخمص خموصا[3]، وحمص يحمص حموصا، وانخمص انخماصا.
قال أبو علي: وانحمص انحماصا، ذ كره أبو زيد في مصادره[4]: إذا ذهب ورمه -فلا يكون الحاء فيه بدلا من الخاء، ولا الخاء بدلا من الحاء، ألا ترى أن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرف صاحبه، فليست لأحدهما مزية من التصرف والعموم في الاستقبال يكون بها أصلا، ليست لصاحبه.
ومع هذا فإنك تجد لكل واحد منهما وجها يحقق له حرفه، وذلك أن خمص بالخاء، من الشيء الخميص الضامر، وهذا واضح، لأن الجرح إذا ذهب ورمه، فهو فيه كخمص البطن، وأما انحمص بالحاء فهو من الحمص، ألا ترى أن الحمصة صغيرة ضامرة، فهذا يشهد بأن الحرفين أصلان، وأنه ليس أحدهما أصلا لصاحبه، ولا بدلا منه. [1] الصخب: الجلبة. مادة "ص. خ. ب". اللسان "4/ 2407". [2] مرخة بالدهن: يمرخه مرخا: دهنة، والمرخ: شجر شديد الاتقاد سريعة. اللسان "6/ 4171". [3] الخموص: الضمور، يقال: خمصت بطنه. إذا ضمرت ونحفت. اللسان "2/ 1266". [4] لم نجده في النوادر، ولعله في غيره.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 195