responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 179
وقال قوم آخرون: إنما هم العاطفون، مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه زاد التاء في "تحين"، كما زادها الآخر في قوله1:
نولي قبل نأي دار جمانا ... وصليه كما زعمت تلانا2
أراد الآن، وهذا الوجه اشد انكشافا من الأول.
وقال أبو زيد: سمعت من يقول: "حسبك تلان3" يريد الآن، فيزيد التاء، وأما ما قرأته على محمد بن الحسن من قول الآخر4:
إذا اغتزلت من بقام الفرير ... فيا حسن شملتها شملتا5
فقال فيه: إنه شبه هاء التأنيث في شملة بالتاء الأصلية في نحو: بيت وصوت، فألحقها في الوقف عليها ألفا، كما تقول: رأيت بيتا، فشملتا على هذا منصوبة على التمييز، كما تقول: يا حسن وجهك وجها، أي من وجه.

1 البيت لعمرو ابن أحمر الباهلي، ورواه ابن الأنباري في الإنصاف "1/ 110" المسألة الرابعة عشر.
2 نولي: من النوال، وأصله العطاء، والمراد هنا ما يزود المحب. اللسان "6/ 4594".
جمانا: منادى مرخم جمانة وهو اسم امرأة. اللسان "1/ 689". مادة "ج م ن".
والنأي: البعد والفراق. مادة "نأى". اللسان "6/ 4850".
الشرح: يطلب الشاعر من محبوبته أن تصله قبل الفراق.
الشاهد في قوله: "تلانا" فقد أراد الآن.
3 ومنه ما وقع في حديث لابن عمر حين ذكر لرجل مناقب عثمان.
قال صاحب اللسان في "أين": سأل رجل ابن عمر عن عثمان "قال: أنشدك الله، هل تعلم أنه فر يوم أحد، وغاب عن بدر، وعن بيعة الرضوان؟ فقال ابن عمر: أما فراره يوم أحد فإن الله عز وجل يقول: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} ، وأما غيبته عن بدر، فإنه كانت عنده بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت مريضة، وذكر عذره في ذلك، ثم قال: "اذهب بهذه تلآن معك".
4 لم نعثر على قائل هذا البيت، وقد رواه ثعلب في مجالسه "2/ 442".
5 البقام: جمع بقامة وهي الصوف يغزل لبها، ويبقى سائرها، مادة "ب ق م". اللسان "1/ 329".
الفرير: الحمل إذا فطم وأخصب وسمن. مادة "فرر" اللسان "5/ 3376" وأصلها "الفرار".
والشملة: كساء دون القطيفة يشتمل به، والجمع شمال. اللسان "4/ 2331".
الشاهد في "شملتا" على الوجه الذي بينه المؤلف.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست