responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 165
وقد أبدلت التاء من السين لاما، وذلك في قولهم في العدد ست، وأصلها: سدس، لأنها من التسديس، كما أن خمسة من التخميس، ولذلك قالوا في تحقيرها: سديسة، ولكنهم قلبوا السين الآخرة تاء، لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس، كما أن السين مهموسة، فصار التقدير: سدت، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج، أبدلوا الدال تاء، لتوافقها في الهمس، ثم أدغمت التاء في التاء فصارت: ست، كما ترى.
وقد أبدلوا التاء أيضا من السين في موضع آخر، قرأت على محمد بن الحسن[1] عن أبي العباس أحمد بن يحيى:
يا قاتل الله بني السعلات
عمرو بن يربوع شرار النات
غير أعفاء ولا أكيات2
يريد الناس، وأكياس، فأبدلت السين تاء لموافقتها إياها في الهمس والزيادة وتجاور المخارج.
وقالوا في طس[3]: طست.
وأنشدنا أبو علي قال: أنشدنا أبو عثمان:

[1] محمد بن الحسن: هو ابن مقسم.
2 الأبيات من مشطور الرجز ونسبها اللسان لعلباء بن أرقم اليشكري.
وفيها يهجو الشاعر بني عمر بن يربوع، ويقال لهم بنو السعلاة، وذلك أنهم زعموا أن عمرو بن يربوع نكح سعلاة وهي "الغول" فأولدها أولادا.
والنات: الناس: أبدل التاء من السين لأن السين فيها صفير، فاستثقله ومثلها أكيات فهي: أكياس جمع كيس وهو الفطن اللبيب.
والشاهد في قوله "النات - أكيات" سبق شرحه.
إعراب الشاهد:
النات مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
أكيات: معطوف مجرور بالتبعية وعلامة الجر الكسرة.
[3] الطس: الطست، وهو إناء كبير مستدير من النحاس. القاموس المحيط "2/ 224".
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست