اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 161
ويدل على أن أخا وابنا فعل، مفتوحة العين، جمعهم إياهما على أفعال، نحو: أبناء وآخاء، حكى سيبويه آخاء عن يونس[1].
وأنشدنا أبو علي:
وجدتم بنيكم دوننا إذ نسبتم ... وأي بني الآخاء تنبو مناسبه2
ويدل على أن اللام منهما واو قولهم في الجمع: أخوات.
فأما البنوة وكذا الأخوة فلا دلالة فيها عندنا، لقولهم: الفتوة، وهي من قولهم فتيان، ولكن قولهم بنت وإبدال التاء من حرف العلة، ويدل على أنها من الواو، لأن إبدال التاء من الواو أضعاف إبدالها من الياء، وعلى الأكثر ينبغي أن يكون القياس[3]. [1] قال سيبويه في الكتاب "2/ 101": "وكذلك أخ، تقول فيه: أخون، لا تغير البناء إلا أن تحدث العرب شيئا، كما بنوه على غير بناء الحرفين.
قال الشاعر:
فلما تبين أصواتنا ... بكين وفديننا بالأبينا
أنشدناه من نثق به، وزعم أنه جاهلي، وإن شئت كسرت فقلت: "آباء وآخاء".
وظاهر هذا النص أن سيبويه لم يعز الكلام إلى يونس كما حكى ابن جني عنه، ولعله قد عزاه في موضع آخر من الكتاب.
2 ذكر هذا البيت صاحب اللسان والتاج في "أ. خ. و" ولم ينسباه لقائل، وذكره ابن جني في الخصائص "1/ 208"، ونسبه إلى بشر بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي.
الآخاء: جمع أخ.
تنبو: لم تستوفي مكانه المناسب له. مادة "نبو".
الشرح: يفخر الشاعر على بعض قومه بأن أبناءهم لا يلحقون ببنيه في الشرف.
الشاهد في قوله "الآخاء" فهو دلالة على مجيء جمع "أخ" بهذه الصورة المذكورة.
إعراب الشاهد: الآخاء: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. [3] في هامش أحد النسخ الخطية ولعله بخط ابن هشام الأنصاري، كزيادة في الاستدلال على أن بنت وأخت أصل لامهما واو ما نصه.
"وأيضا فبنت فعلوا فيها من تحويل الصيغة، وإبدال اللام، ما فعلوا في أخت وهنت، فتلكن لامها واوا مثلهما، حملا للنظير على النظير. فإن قلت: فهلا حكمت بذلك في كيت وذيت بهذا الدليل؟ قلت: لظهور العارض الآتي ذكره.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 161